المراسل: أخبار
أوضحَ السيدُ القائدُ عبدُ الملكِ بدرُ الدينِ الحوثي ـ يحفظهُ اللهُ ـ أن العدوَّ الإسرائيليَّ مستمرٌّ في الاستباحةِ الكاملةِ لسوريا، مقابلَ تأكيداتٍ من الجماعاتِ المسيطرةِ على سوريا بأنها حريصةٌ على السلامِ.
وأشارَ السيدُ القائدُ في خطابٍ له اليومَ حولَ آخرِ التطوّراتِ والمستجداتِ في غزةَ والمنطقةِ إلى أن هذهَ الجماعاتِ لا تعتبرُ العدوَّ الإسرائيليَّ عدواً لها، بل تسعى للاتفاقِ معه والتنسيقِ الأمنيِّ معه، وأن كلَّ ذلكَ لن ينفعَها في المستقبلِ، مؤكّدًا أن أيَّ اتفاقاتٍ أمنيةً توقّعها الجماعاتُ المسيطرةُ على سوريا مع العدوِّ الإسرائيليِّ ستُعتبرُ حجةً له وغطاءً لتبريرِ أيِّ اعتداءاتٍ، موضحًا أن العدوَّ الإسرائيليَّ حريصٌ على إنجازِ مشروعِه في “ممرِ داودَ”، وأن سوريا تدخلُ ضمنَ الخريطةِ الصهيونيةِ، وأن استمرارَ العدوِّ في عملِه للوصولِ إلى نهرِ الفراتِ هو هدفٌ مشتركٌ مع الأمريكيِّ.
ونوه إلى أن استمرارَ الجماعاتِ المسيطرةِ في سوريا في اضطهادِ الأقلياتِ والدفعِ بها نحوَ أحضانِ العدوِّ الإسرائيليِّ يتمُّ في إطارِ المخططِ الصهيونيِّ، مؤكّدًا أن تصريحاتِ المبعوثِ الأمريكيِّ إلى سوريا ولبنانَ تعبّرُ عن الموقفِ الأمريكيِّ الرسميِّ والسياسةِ الأمريكيةِ تجاه سوريا ولبنانَ وفلسطينَ والمنطقةِ بأسرها.
ونقلَ السيدُ القائدُ عن المبعوثِ الأمريكيِّ قولهُ إن “إسرائيلَ قصةٌ مختلفةٌ، وهي حليفٌ استراتيجيٌّ مهمٌّ، ولها مكانةٌ خاصةٌ في القلبِ الأمريكيِّ”، مضيفًا أن الأمريكيَّ لا يرى في كلِّ ما يحصلُ عليه من مصالحَ كبرى من أيِّ نظامٍ عربيٍّ، مهما قدمَ أو عملَ أو فعلَ، استرضاءً له.
وأكدَ السيدُ القائدُ أن المخططَ الصهيونيَّ لا يقتصرُ على غزةَ، بل يمتدُّ ليشملَ المنطقةَ بأكملها، وأن العدوَّ الإسرائيليَّ يسعى للسيطرةِ على الثرواتِ والمقدّساتِ، وأن هذا المخططَ مدعومٌ أمريكيًا، داعيًا إلى ضرورةِ مواجهةِ هذا المخططِ بخطواتٍ عمليةٍ جادّةٍ، وعدمِ الرهانِ على المجتمعِ الدوليِّ الذي أثبتَ عجزَه عن حمايةِ الشعوبِ.
وقالَ السيِّدُ القائدُ: إنَّ “واشنطن تسعى لفرضِ معادلةِ الاستباحةِ والسيطرةِ الكاملةِ على المنطقةِ لصالحِ حليفِها الاستراتيجيِّ”، مشدِّدًا في تحليلٍ شاملٍ لهذهِ التصريحاتِ على أهميَّتِها البالغةِ، كونَها “تعبِّرُ عن الموقفِ الرسميِّ الأمريكيِّ، وتكشفُ النظرةَ الحقيقيةَ لواشنطن تجاهَ حلفائِها العربِ ومستقبلِ الصراعِ في المنطقةِ”، داعيًا الجميعَ إلى الوعيِ بخطورتِها، موضحا أنَّ المبعوثَ الأمريكيَّ، ومن خلالِ تصريحاتِه الرسميةِ، وضعَ النقاطَ على الحروفِ فيما يتعلّقُ بمكانةِ الكيانِ الصهيونيِّ مقابلَ الدولِ العربيةِ.
ورأى السيِّدُ القائدُ أنَّ من أبرزِ ما كشفتْهُ هذه التصريحاتُ أنَّ هذا المبعوثَ يؤكِّدُ أنَّ “(إسرائيلَ) قصَّةٌ مختلفةٌ، وهي حليفٌ استراتيجيٌّ مهمٌّ، لها مكانةٌ خاصَّةٌ في القلبِ الأمريكيِّ”، وأنَّ كلَّ ما تقدِّمُه الأنظمةُ العربيةُ من خدماتٍ وتنازلاتٍ لا يمكنُ أن يرقى إلى مستوى هذه العلاقةِ.
وأشارَ إلى أنَّها تأتي في إطارِ التأكيدِ على النظرةِ الأمريكيةِ للدولِ العربيةِ التي تخدمُ مصالحَها على أنَّها مجرَّد “بقرةٍ حلوبٍ”؛ وهي عبارةٌ سبقَ أن استخدمَها مسؤولون أمريكيون، وسخرَ من فكرةِ “السلامِ مع (إسرائيلَ)”، واصفًا إيَّاه بأنَّه “سلامٌ موهومٌ يلهثُ وراءَه العربُ لهثَ الظمآنِ إلى السرابِ”، مؤكِّدًا أنَّه “لم يكنْ هناك سلامٌ في الماضي، ولن يكونَ في المستقبلِ”.
وشدَّدَ على أنَّ “الصراعَ ليس على الحدودِ؛ بل هو صراعُ هيمنةٍ، ونتيجتُه النهائيةُ يجبُ أن تكونَ خضوعَ طرفٍ للآخرِ، وهو ما يؤكِّدُ أنَّ المعادلةَ التي يسعى العدوُّ لفرضِها هي معادلةُ الاستباحةِ والسيطرةِ المطلقةِ”، ساخرًا من مبرِّرِ المبعوثِ الأمريكيِّ على العدوانِ الإسرائيليِّ على قطرَ، كما استخفَّ بالمواقفِ الدوليةِ الداعيةِ لـ “حلِّ الدولتين”، وسخرَ من كلِّ من يرفعُ هذا الشعارَ.
وربطَ السيِّدُ القائدُ هذهِ التصريحاتِ بالمخططاتِ الصهيونيةِ المستمرةِ في المنطقةِ، وتحديدًا في سوريا، مشيرًا إلى أنَّ استمرارَ العدوِّ الإسرائيليِّ في “الاستباحةِ الكاملةِ لسوريا”، يأتي في ظلِّ سعي “الجماعاتِ التكفيريةِ المسيطرةِ” هناك للتنسيقِ الأمنيِّ والاتفاقِ مع (إسرائيلَ)، وهو ما لن ينفعَها؛ بل “سيعتبرُه العدوُّ غطاءً لمزيدٍ من الاعتداءاتِ”.
وأكَّدَ أنَّ كيانَ العدوِّ يعملُ بشكلٍ دؤوبٍ على إنجازِ مشروعِ “ممرِّ داودَ” للوصولِ إلى نهرِ الفراتِ، وهو “هدفٌ مشتركٌ مع الأمريكيين”، مبيِّنًا أنَّ “اضطهادَ الأقليّاتِ في سوريا ودفعَها نحوَ أحضانِ العدوِّ يصبُّ في خدمةِ هذا المخطَّطِ”، مستنكرا غيابَ أيِّ ردٍّ فعلٍ عربيٍّ رسميٍّ قويٍّ تجاهَ هذه
التصريحاتِ التي وصفَها بـ”المستفِزَّةِ للغايةِ”، خاصَّةً من الدولِ المعنيَّةِ مباشرةً مثلَ سوريا ولبنانَ، وقال: “كان من المفروضِ أن تُقابَلَ بردودٍ قويَّةٍ جدًّا”، مشيرًا إلى أنَّ الردَّ اللبنانيَّ كان “عجيبًا جدًّا ويؤكِّدُ على معادلةِ الخضوعِ”.
واعتبرَ الحالةَ السائدةَ في الوسطِ الرسميِّ العربيِّ، هي مقابلةُ أكبرِ الاستفزازاتِ الأمريكيةِ والإسرائيليةِ بـ”ذلَّةٍ وخنوعٍ وبرودةٍ تامَّةٍ”، منتقدًا ضغوطَ المبعوثِ الأمريكيِّ على مصرَ والسعوديةِ لاستقبالِ الفلسطينيين وقبولِ تهجيرِهم القسريِّ، مشدِّدًا على ضرورةِ أن “تثبتَ البلدانِ على موقفِهما الرافضِ للتهجيرِ بشكلٍ قاطعٍ، بغضِّ النظرِ عن الأسبابِ والخلفيَّاتِ”.
(0)