المراسل : كتابات
بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
أمين عام مجلس الشورى
دونالد ترمب مواطن امريكي من أصول لاتينية، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية واشتغل في العقارات، وحقق نجاحات كبيرة، وأصبح من اثريا العالم، استطاع اللوبي الصهيوني في امريكا أن يستغل هذا الثراء وهذه الشخصية لخدمة الصهاينة في العالم، فاقنع اللوبي الصهيوني الرأي العام الأمريكي أن ترمب هو المنقذ لأمريكا من الازمات المالية والاقتصادية التي تعاني منها في مواجهة الصين، فانتخبه الامريكيون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، لم يستفد من ولايته الاولى غير الصهاينة، فاعلن ان القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، وتنازل للكيان عن الجولان السوري، وحقق له الاتفاق الإبراهيمي، والغى الاتفاق النووي مع ايران، ولهذا وصفه نتنياهو بأنه اعظم صديق للكيان الصهيوني، ولم يحقق للأمريكيين شيئا بإستثناء منع الهجرة، والمليارات التي جلبها من قطر والإمارات والسعودية، لذلك لم يكمل ولايته الثانية مباشرة، ثم ترشح مرة اخرى، واطلق شعارات براقة(امريكا اولا- لا للحروب في العالم) وانه سينهي الحرب في اوكرانيا، ويوقف العدوان على غزة خلال أيام، ويحقق انجازات اقتصادية هائلة في ولايته الثانية، إلا أن ذلك لم يتحقق، بل ضاعف الازمات والمشاكل والحروب في كل منطقة، فاعلن حربا تجارية على العالم وخرج منها خاسرا، واعلن حربا على ايران وخرج منها منكسرا، واعلن حربا على اليمن وخرج منها مهزوما، واليوم يهدد كوبا وفنزويلا ونيجيريا وغيرها، لم يستفد من ولايته الثانية غير الكيان الصهيوني بمنحه الضوء الاخر ليفعل ما يشاء في لبنان وغزة وغيرها، كل الدول تعتبره خطرا على العالم، بإستثناء الكيان الصهيوني وبعض دول الخليج الفارسي، الأمريكيون أنفسهم صاروا يعتبرونه تهديدا لامريكا نفسها، وقالوها صراحة في اغلب الولايات الامريكية التي خرجت قبل ايام قليلة بالملايين تخاطب ترمب نفسه بقولها لا للملكية، بل إن ولاية نيويورك الأمريكية اهم واكبر الولايات الامريكية التي اوصلته الى الرئاسة وجهت له خلال الايام القليلة الماضية صفعة مدوية بترشيحها للديمقراطي المسلم زهران ممداني عمدة للولاية رغم الوعيد والتهديدات الترمبية، والان يجري الحديث في وسائل الإعلام الأمريكية عن إمكانية عزله من الرئاسة في الانتخابات التمهيدية القادمة قبل أن يكمل ولايته الثانية، دول الخليج والكيان الصهيوني فقط هم من يتمنون أن يظل رئيسا إلى ما لا نهاية، طبيعي ومنطقي ومفهوم ان يتمنى ذلك الكيان الصهيوني، فقد حقق له ترمب ما تمناه، لكن ان تتمنى ذلك الأمارات وقطر والسعودية وتستقبله هذه الدول ذلك الاستقبال التاريخي المهيب فهذا غير مفهوم، رافقته طائراتهم في الفضاء وكأنه نبي قادم من السماء، واستقبلوه استقبال الفاتحين العظماء، وزغردت له الاطفال والنساء، وفتحت له خزائن الملوك والامراء، لم يفعل بنو امية ولا بنو العباس ولا ملوك الطوائف بأمتهم ما فعله ال سعود وال زايد وال خليفة، ومن يعتقد بأن هؤلاء الملوك والامراء يملكون ذرة من الإسلام أو العروبة أو الانسانية فعليه أن يراجع اسلامه وعروبته وانسانيته، هؤلاء لم يعودوا يفكرون كما تفكر البشر، فالشعب الأمريكي وبقية شعوب العالم ترى ترمب شيطانا رجيما صهيونيا مجرما، وحكام الخليج يرونه نبيا مرسلا وصحابيا جليلا وقائدا عظيما، يقود الإنسانية إلى بر الأمان كما ذكر إمام الحرمين، كان يقال قديما (اذا غضب الله على قوم ولى عليهم امرأة)، فكيف اذا تولى عليهم السفهاء والعملاء والجهلاء والخونة، لا شك أنه سوف يصب عليهم الغضب والسخط والبلاء صبا صبا، هذا هو واقع العرب والمسلمين اليوم للأسف الشديد، فمن يذيقهم اليوم عذاب الجوع والخوف ليس ترمب او نتنياهو، بل محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، كما هو حاصل في فلسطين واليمن وسوريا ولبنان وليبيا والسودان، وبقية الدول العربية والإسلامية سيأتي دورها قريبا إن لم تستفق شعوب الأمة من غفلتها، وتعود إلى رشدها سريعا .
(0)



