في حضرة القائد الإنسان

المراسل: كتابات

 

✍🏻 صفاء_العوامي

 

في زمنٍ ازدحم بالصخب والضجيج، خرج رجلٌ يتكلّم بهدوء يشبه السكينةَ قُبَيْل الفجر،صوته لا يعلو ليغلبَ أحدًا، بل ليوقظ في الناس ضميرًا غفا طويلاً.

 

ففي زمنٍ امتلأ بالضجيج والضياع، كان الناس يبحثون عن صوتٍ لا يصرخ ليُخيفهم، بل ليُعيد إليهم الإيمانَ بأن النورَ ما زال ممكنًا.

ومن بين صَدى البنادق والدخان، خرج رجلٌ هادئُ القسمات، عميقُ النظرة، يشبه الفجرَ حين يتسلّل من بين الجبال.

 

 

ليس مجرد قائدٍ، بل وجهٌ يحمل ملامح اليمنَ حين يتعب ثم يبتسم، عيناه تقرآن الوجعَ كأنهما تحملان تاريخَ الفقراء، وابتسامته — النادرة — تشبه وعدًا بأن الخيرَ ما زال ممكنًا.

 

ليس القائدَ الذي يبحث عن مجدٍ شخصي، ولا السياسيَّ الذي يغازل الأضواء.

أنهُ إنسانٌ أوّلًا، يحمل في قلبه همَّ اليمن كلّه، يرى في وجوه الفقراء والجرحى واليتامى وطنًا يستحق أن يُصان.

 

يُحدّث الناس كأبٍ يخاف على أبنائه،لا يرفع صوته إلا ليُذكّرهم أن الكرامةَ لا تُمنَح، بل تُنتَزعُ بالصبر والإيمان.

في كلماته صدقٌ يبعث الطمأنينة،وفي صمته هيبةٌ لا تأتي من سلطة، بل من نقاء النية وعمق الإخلاص.

 

من رآه عن قرب، يقول إنه يعيش ببساطة الزاهدين، بيتٌ متواضع، طعامٌ بسيط، ووجهٌ تكسوه ملامحُ الطيبةِ ممزوجةٌ بعلامات القيادة.

هو القائد الذي لا يُشبه القادة، والمجاهد الذي يُشبه الناسَ حين يُحبّون بصدق.

 

فحين اشتدّ البلاء على اليمن، لم يختبئ خلف الجدران، ولم يختفِ عن الأنظار، بل ظلّ يُخاطب شعبه بكلماتٍ هادئة لكنها تُشعل القلوب:

“ما دام فينا الإيمان، فلن نُهزَم.”

 

كأن كلماته دعاءٌ جماعيّ، وكأنّ صوته وُجِدَ ليُعيد للناس يقينهم بأن الله لا يترك المظلومين.

إنه مدرسةٌ في الثبات، و في الصبر، وفي الطيبة القوية التي لا تضعف أمام القسوة.

 

تعلّمنا منه أن البطولة لا تكون في حمل السلاح فقط، بل في أن تبقى رحيمًا حين يُغريك الغضب، وصادقًا حين يُغرّيك الكذب، ومخلصًا حين يهرب الآخرون من مسؤولياتهم.

 

 

هو طيّب القلب إلى حدٍّ يجعل القريب منه ينسى أنه أمام قائد، لكنه في الموقف كالجبل لا تزلزله العواصف، يجمع بين لين النخيل وصلابة الصخر، يُنصت أكثر مما يتكلّم، ويصمت أكثر مما يغضب، وحين يتكلّم، تنصت القلوب قبل الآذان.

 

تراه يحمل همَّ وطنٍ لا ينام، يواسي أمَّ شهيدٍ، ويرفع رأسَ يتيم، ويكتب بخطواته على أرض اليمن أن الكرامةَ لا تُشترى، بل تُروى بالصبر والإيمان ودماء الشهداء .

 

فيه من الطيبة ما يجعل الناسَ تحبه، وفيه من القوة ما يجعل أعداءَه يحسبون له ألفَ حساب.

ليس ملاكًا ولا معصومًا، لكنه رجل اختار أن يكون صادقًا حين كثر الزيف، وهادئًا حين عمّ الجنون.

ذلك هو سيدي السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي.

 

سلامٌ عليك يا سيّد الإيمان والإنسان.

سلامٌ عليك يامن علّمتنا أن التواضعَ ليس ضعفًا، وأن الطيبةَ ليست سذاجة، وأن من أحبّ وطنه حقًّا، لم يحتاج إلى تاجٍ ولا لقب.

 

سلامٌ عليك في صمتك وكلامك، في طيبتك التي تشبه نسيمَ صعدة، وفي صلابتك التي تشبه جبالَ اليمن الراسخة.

 

“نحنُ ننتظر محاضراتك بكل شوق، فغيابك يوم الخميس جعل النصرَ غصة.”

 

#سيد_القول_والفعل

(0)

الأقسام: آراء,المراسل العام