المراسل: متابعات
“يعد اليمن أول دولة في المنطقة ترد على عقوبات الولايات المتحدة بعقوبات أكبر طالت شركات نفطية وقلب اقتصاد أمريكا”، هكذا قالت مجلة “سيناري إيكونوميك”.
وأضافت المجلة الإيطالية الدولية المتخصصة في شؤون الاقتصاد والسياسة:”قرار اليمن يمثل تحوّل استراتيجي عبر استخدام أدوات ردع جديدة من ساحة المواجهة العسكرية إلى حرب على قطاعي الطاقة والاقتصاد”.
وتابعت:”الرسالة الخاصة التي وجهها اليمن إلى واشنطن عبر قرار فرض العقوبات على كبريات الشركات الأمريكية النفطية، على رأسها “إكسون موبيل” و”شيفرون”، مفادها، أن صنعاء تمتلك قدرات لمعاقبة أي معتدي عليها بوسائل مختلفة ومؤثرة”.
وفي 30 سبتمبر الفائت، فرض “مركز تنسيق العمليات الإنسانية HOCC” في اليمن، عقوبات على 13 كياناً و9 أشخاص و2 من أصول واشنطن، كمنتهكين لقرار حظر تصدير النفط الخام الأمريكي رقم PD-05-25-001 ،الذي بدأ سريانه في 17 مايو 2025.
وقال المدير التنفيذي للمركز – لم يذكر أسمه:” تم إدراجهم في قائمة العقوبات، لقيامهم بتسهيل عمليات التصدير وإعادة التصدير أو نقل وتحميل أو شراء أو بيع النفط الخام الأمريكي من الموانئ الأمريكية، بشكل مباشر وغير مباشر أو بالنقل من سفينة إلى أخرى بشكل كلي أو جزئي أو عبر أطراف ثالثة”.
وأضاف:”سنستخدم كافة الوسائل رداً على العقوبات الأمريكية التي فرضتها على شخصيات وكيانات يمنية خلال الفترة الماضية، وضد أي إجراء عدائي على الجمهورية اليمنية على مبدأ المعاملة بالمثل، ولن نتهاون مع أي تصرف يمس سيادة وأمن واستقرار اليمن”.
وأكد في تصريح صحفي:” تُعد هذة العقوبات الدفعة الأولى رداً على عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية التي فرضتها في 20 يونيو و22 يوليو و11 سبتمبر 2025، بتصنيف وإدراج كيانات وأشخاص وسفن في قائمة عقوبات (SDN)، رغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار والتهدئة بين واشنطن وصنعاء، بوساطة عُمان في 6 مايو 2025″.
وشملت العقوبات كيانات وشركات تعمل في قطاعي الطاقة والشحن البحري وبعض الأصول الأمريكية ورؤسائها، أبرزها: إكسون موبيل، شيفرون، كونوكو فيليبس، ماراثون بتروليوم، فالرو، أوكسيدنتال، فيليبس 66، وسفينتي SEAWAYS SAN و SEAWAY.
وفق المجلة، فإن قرار صنعاء على الشركات النفطية الأمريكية يعد رسالة قاسية لواشنطن مفادها؛ أن زمن الهيمنة الأمريكية أنتهى، ما قد يمثل موجة توتر جيوسياسية في واحد من أهم ممرات الطاقة العالمية في البحر الأحمر.
وأكدت، أن دوافع صنعاء تجاوزت الرمزية، إلى تغيير قواعد اللعبة باستخدام أدوات الردع الاقتصادية في ظل الاستمرار بالعمليات العسكرية في البحر وعلى “إسرائيل” لإسناد غزة ومقاومتها.
خلاصة خبراء “سيناري إيكونوميك”، نجاح اليمن في نقل المواجهة إلى استخدام الردع غير التقليدي بالصواريخ، إلى العقوبات بالعقوبات، ما عزز موقعه كقوة إقليمية تفرض معادلات تجاوزت الحسابات العسكرية إلى التأثير على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
وكان اليمن أعلن نهاية نوفمبر 2023، ولا يزال يستمر في إسناد غزة بمعركة عسكرية “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، دعماً للمقاومة الفلسطينية في القطاع ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو – أمريكي.
صادق سريع
(1)