‏إنه بلاغٌ للناس… وإنها الحجة الباقية عليهم! – بقلم: عبدالله بن محمد العسلول

مقال كتبته وأنا أستمع
لكلمة السيد عبدالملك روحي له الفداء

يا شباب الأمة، يا رجالها وحرائرها، يا كل من لا يزال يحمل في قلبه قبسًا من نور الحق، وذرةً من العزة والكرامة، أليس فيكم من يستيقظ؟ أليس فيكم من يفتح عينيه ليرى حقيقة ما يجري حوله؟

هل تاهت بكم البوصلة؟ هل احترتم بين فتاوى الفتنة، وأصوات التضليل، وتجار الدين الذين يبيعونكم وهمًا ويزينون لكم قيود العبودية؟ هل أصابكم التيه أمام جوقة العملاء والخونة الذين يتحدثون باسم الدين، ويخدعون الناس بشعارات جوفاء وهم في الحقيقة أذرعٌ للصهاينة، وعملاءٌ للمستكبرين؟

لا يغرنكم أصحاب اللحى المزيفة، ولا تخدعكم العمائم التي تعبد المال والسلطة! إنهم كاذبون، زائفون، لا دين لهم ولا مبدأ، هم مجرد أدواتٍ تحركها الأيدي الخبيثة التي تخطط لإذلال الأمة وتركيعها.

لكن في زمن الخنوع والاستسلام، في زمن أصبحت فيه المقاومة جريمةً في أعين المنافقين، ظهر رجلٌ واحد صدع بالحق، رجلٌ لم يعرف التردد، لم يعرف الخضوع، لم يساوم، ولم يهن… رجلٌ اسمه عبدالملك الحوثي!

هذا الرجل وقف وحيدًا في وجه الطغاة، حين سجد لهم الجميع. رمى بالطائفية جانبًا، فلم يكن سعيه لعرقٍ أو مذهب، بل وقف وقفة الرجال في وجه المشروع الصهيوني الأمريكي، وتحدى أعتى التحالفات، وأثبت للعالم أن العزة لا تأتي بالكلام، بل بالمواقف، لا تُشترى بالمفاوضات، بل تُنتزع بالقوة!

استمعوا إليه! افتحوا قلوبكم لكلماته، اجلسوا أمام محاضراته في ليالي رمضان، تدبروا ما يقول، تفكروا في كل حرفٍ ينطقه، لأن في كلامه حكمةً لا تضيع، وحقًا لا يُدحض، وطريقًا واضحًا لمن أراد النجاة.

لقد استمعت الليلة إلى إحدى محاضراته… يا الله! ما أعظم كلامه! ما أصدقه وما أنقاه! وجدت فيه حقيقة الإسلام المحمدي الأصيل، الإسلام الذي لا يُباع ولا يُشترى، الإسلام الذي لا يُخضع رأسه إلا لله، الإسلام الذي يقف في وجه المستكبرين، ويحمل راية الجهاد الحق، لا راية النفاق والمساومات الرخيصة.

عبدالملك الحوثي ليس مجرد قائدٍ سياسي، وليس زعيم جماعة، إنه رجلٌ يحمل على عاتقه مسؤولية أمة، يحمل راية المستضعفين، صوتُه يصل إلى كل حرٍ في هذا العالم، إلى كل شريفٍ يأبى الذل والخنوع، إلى كل من يرفض أن يكون تابعًا لأمريكا أو عبداً للصهاينة.

هذا ليس رجلًا عاديًا… هذا امتدادٌ لعلي بن أبي طالب، هذا صوتٌ يشبه صوت الحسين يوم وقف في كربلاء وحيدًا، هذا نورٌ من نور فاطمة الزهراء، هذا رجلٌ لو كُتب اسمه على مجنونٍ لأفاق، ولو وُضع على ميتٍ لنهض من قبره!

فماذا تنتظرون؟

أعلنوا موقفكم الآن! لا وقت للسكوت، لا مكان للمتخاذلين، لا مبرر للحياد. الأمة في معركةٍ مصيرية، إما أن تكونوا مع الحق أو أن تسقطوا في وحل الباطل!

كونوا جميعًا أنصار الله! انشروا كلماته، دعموه إعلاميًا، انشروا الحق كما ينشرون الأكاذيب، واجهوا حملات التضليل كما يواجه رجال الميدان الطائرات والصواريخ!

لا تخذلوا هذا الرجل، لا تخذلوا مشروعه، لا تخذلوا أنفسكم!

أقسم بالله الذي أحل القسم… إن عبدالملك الحوثي وليٌ من أولياء الله في هذا الزمن، وإن نصره واجبٌ على كل حر، فلا تتأخروا عن الركب، ولا تكونوا من النادمين!

(53)

الأقسام: آراء