بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
أمين عام مجلس الشورى
منذ ان تأسس الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة قام ببناء جامعة إسلامية في تل ابيب لاستقطاب العملاء والخونة من أبناء الأمة الاسلامية، ولا يتخرج الطالب من هذه الجامعة إلا وهو مشبع بالثقافة الطائفية والمذهبية، ثم يتولى جهاز الموساد الصهيوني توزيعه وتمويله وتلميعه وتسهيل تحركاته في المنطقة، هذه هي بداية أبو محمد الجولاني، ولا شك أن كنيته (ابو محمد) ولقبه (الجولاني) وراءها جهاز الموساد لرسم مساره ومستقبله، وتحديد مهمته، والتغطية على دوره الحقيقي المطلوب منه وهو تشويه دين محمد صلوات الله عليه وعلى آله، واضاعة الجولان السوري المحتل، وهذا ما سوف نصل اليه لاحقا، ففي العام 2008م تقريبا طلبت الحكومة العراقية برئاسة المالكي من التحالف الغربي بقيادة امريكا سحب قواتهم من العراق، لعدم وجود مبرر لبقائهم بعد تشكيل الجيش العراقي وسيطرته على الاوضاع الأمنية فيها، فقررت الإدارة الامريكية والغربية خلق مبررات مقنعة لضرورة بقاء قواتها في العراق، وقامت في العام 2010م تقريبا بنقل كافة العناصر التكفيرية والجماعات الارهابية من كافة الدول العربية والإسلامية والاوربية إلى العراق، ومكنتها خلال أيام من السيطرة على اغلب المدن والمحافظات العراقية حتى وصلت إلى أطراف العاصمة بغداد، وبمجرد ظهور أبوبكر البغدادي الذي اعلن إقامة الخلافة الإرهابية من العراق ظهر ابو محمد الجولاني من شمال سوريا ليعلن مبايعته للبغدادي وتشكيل جماعة إرهابية اطلق عليها (جبهة النصرة) لإقامة ما اسموه(دولة الإسلام في العراق والشام)، وكان المخطط الأمريكي الصهيوني الغربي من نقل هذه الجماعات الإرهابية إلى العراق هو تغيير هوية الشعب العراقي الدينية، ومحاصرة ايران بهذه الجماعات التكفيرية، وإيجاد مبرر لوجودهم في الأراضي العراقية، وكان الهدف من نقل الجولاني إلى الشمال السوري وتأسيس جبهة النصرة هو تغيير هوية النظام في دمشق، ومحاصرة حزب الله في لبنان، وزالة التهديد السوري على الكيان، أدركت المرجعية الشيعية في العراق والجمهورية الاسلامية في ايران الخطة الامريكية الغربية الصهيونية لاستهدافهم الشعبين العراقي والايراني، فاطلق السيد السستاني فتواه للشعب العراقي بالجهاد، فتكون الحشد الشعبي العراقي، وقدمت له الجمهةرية الاسلامية كافة الامكانيات لمواجهة هذه العناصر التكفيرية، وخلال فترة بسيطة تمكن الحشد الشعبي من هزيمة هذه الجماعات الصهيوامريكية وتطهير الاراضي العراقية منها واخراجها من اغلب المدن والمحافظات التي كانت قد سيطرت عليها، فاعلن ابو محمد الجولاني الرجوع عن مبايعة البغدادي، واستقلال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، وفي العام 2011م انطلقت أحداث الربيع العربي، وقامت حرب كونية على سوريا خاصة، ارتكبت خلالها جبهة النصرة جرائم إرهابية بشعة بحق الشعب السوري، اضطرت الإدارة الامريكية إلى تصنيف جبهة النصرة منظمة إرهابية، وأعلنت عن مكافأة كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن زعيمها ابو محمد الجولاني، وبتنسيق الجولاني مع المخابرات التركية والامريكية اعلن تغيير اسم جماعته الإرهابية من جبهة النصرة إلى هيئة تحرير الشام، للحصول على المساعدات الامريكية والغربية والخليجية، وبعد سنوات طويلة تمكن الجيش السوري بمساعدة الحلفاء من هزيمة الجماعات والعناصر التكفيرية واخراجها من اغلب المدن والمحافظات السورية، ولم يتبق من الاراضي السورية سوى اجزاء بسيطة من محافظة حلب وبعض المحافظات الاخرى تحت سيطرة هيئة تحرير الشام بزعامة الجولاني، ورعاية الإمبراطور العثماني اردغان، بعدها سعت روسيا لإجراء مصالحة بين تركيا وسوريا، إلا أن بشار الأسد رفض مصافحة أردوغان قبل انسحاب القوات التركية من الاراضي السورية، فقام اردغان باعداد خطة جديدة لاسقاط بشار الأسد، وقام بتوزيع الأدوار بين كافة الأطراف الاقليمية والدولية التي سعت لاسقاط النظام في دمشق، هذه الأدوار تنوعت بين سابقة ولاحقة ومعاصرة لتنفيذ هذه الخطة التركصهيونية، تولت الامارات والسعودية مغازلة النظام السوري، واقناعه بالعودة إلى الحضن العربي، والابتعاد عن المحور الايراني، لاعادة أعمار سوريا، وعودتها الى الحامعة العربية، وتولت قطر وتركيا تجميع العناصر والقوات الإرهابية المتطرفة من كافة الدول الإقليمية والدولية إلى تركيا، وتدريبها وتسليحها وتنظيم صفوفها بقيادة الارهابي ابو محمد الجولاني استعدادا لساعة الصفر، وتولى الكيان الصهيوني قصف مواقع وقوات وقدرات الجيش السوري لمنعه من التصدي للجماعات الإرهابية، وفتح الطريق أمامها لاجتياح الاراضي السورية، وتولت الإدارة الامريكية والغربية إزالة هذه الجماعات والعناصر الإرهابية من قائمة الإرهاب، ورفع العقوبات عن سوريا بعد نجاح هذا المخطط، وللأسف ان هذا ما حدث بالضبط، وسقطت سوريا بيد الجماعات الإرهابية المتطرفة خلال ثلاثة ايام فقط، تغيرات خلالها الهوية السورية، ودخلت المنطقة العربية في نفق مظلم، ظهرت ملامحه من اول يوم، فالارهابي المجرم ابو محمد الجولاني أصبح رمزا عظيما وقائدا ثوريا، وتغيرت كنيته ولقبه من ابو محمد الجولاني إلى أحمد الشرع، خلع عمامة داعش السوداء ولبس ربطة العنق الغربية وأصبح رئيسا لسوريا، الدولة السورية المدنية العلمانية اصبحت ولاية اسلامية صهيونية، العناصر الأجنبية التي ذبحت الجيش السوري حصلت على الجنسية السورية، وصارات قيادات رفيعة في الجيش السوري، بموافقة ومباركة أمريكية وصهيونية وغربية وعربية، ظهور الجولاني خلال الساعات الاولى من دخوله دمشق من الجامع الأموي، وتركيز قناة الجزيرة خلال اليوم الأول على ساحة الامويين، وجرائم العناصر التكفيرية بحق العلويين والمسيحيين، كلها مؤشرات واضحة من أين جاء هذا المجرم، ومن يمثل، وما هو توجهه، فهو يقول بذلك للشعب السوري ولكافة الشعوب العربية والإسلامية أنه يزيدي اموي، جاء لحماية السنة من الشيعة، -لاشعال فتنة طائفية دموية اموية بين المسلمين- ، وانه لا علاقة له بفلسطين، ولا توجد له مشكلة مع الكيان، وسيوقع معه اتفاقية سلام، ويتنازل له عن الجولان، ويحميه من حزب الله وايران، وهذا ما اتضح حتى الان، وإذا لم يتحرك الشعب السوري وكافة شعوب المنطقة في وجه هذا الأموي الصهيوني المجرم فعلى الدنيا السلام .
(1)