بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
أمين عام مجلس الشورى
صرح المبعوث الأمريكي إلى لبنان توم براك انه التقى بالجولاني زعيم جبهة النصرة في دمشق خلال الأيام الماضية، وان الجولاني ناقش معه اتفاقية سايكس بيكو، وكانت ملاحظته الوحيدة على هذه الاتفاقية التي قسمت الوطن العربي إلى اثنتين وعشرين دولة انها جعلت لبنان دولة، واخبره انه يريد ضم لبنان الى سوريا باعتبارها كانت جزءا من بلاد الشام، ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الجولاني عن بلاد الشام، فمنذ أن اعلن زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو بكر البغدادي عن اقامة(دولة الإسلام في العراق) اشترط الجولاني لمبايعته ونصرته إضافة بلاد الشام اليها فصار اسمها(دولة الإسلام في العراق والشام)، وبعد ان تمكن الحشد الشعبي العراقي من القضاء على تنظيم القاعدة في العراق اعلن الجولاني استقلاله عن البغدادي، وغير اسم جماعته الإرهابية من (جبهة النصرة) إلى (هيئة تحرير الشام)، اليوم الكيان الصهيوني على أبواب دمشق والجولاني يبحث عن بلاد الشام في لبنان، المصادر التاريخية التي استند إليها الجولاني تقول أن الشام تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، فهل يجرؤ الجولاني على المطالبة بضم فلسطين والاردن إلى سوريا كما يطالب بضم لبنان اليها، وهل مطالبته بضم لبنان الى سوريا باعتبارها جزءا من بلاد الشام ام لأنها شكلت في يوم من الإيام خطرا حقيقيا على الكيان، ولفظ(الشام) لا زال معروفا بين السوريين حتى الان، ويقصد به تحديدا دمشق، فمن يسافر من اي محافظة سورية إلى دمشق يقال انه سافر إلى الشام، والحقيقة ان الجولاني لا يريد دولة، ولا يبحث عن حدود، وأنما لأن هذه الدولة التي يبحث عنها ستحقق حلمه وحلم الامريكان والصهاينة، فهو يبحث عن دولة بني امية، لخلق حالة من الاصطفاف الطائفي في المنطقة، ولذلك ظهر خلال اليوم الأول من دخوله دمشق من الجامع الأموي، ليذكر الأمة بيزيد بن معاوية، وانه سيحمل سيفه، ويوحد اهل الشام خلفه، للقضاء على العلويين في لبنان وسوريا والعراق وغيرها، وأن معركته ليست مع الصهاينة بل مع محور الجهاد والمقاومة، وأن الدفاع عن العقيدة أولى من الدفاع غزة، وكلها عناوين كاذبة ومخادعة، الغرض منها إثارة الفوضى في المنطقة، لاعادة تقسيمها بناء على معايير دينية وعرقية ومذهبية وطائفية حتى يتمكن الامريكان والصهاينة من أحكام السيطرة عليها، وإقامة إسرائيل الكبرى، وتأمين ممر داود من الفرات إلى النيل، وما جرى في الساحل السوري وما يجري اليوم في السويداء وما سيجري لاحقا في أماكن اخرى من سوريا إلا جزء من هذه الخطة الامريكية الصهيونية التركية .
صنعاء- الخميس- 17 7 2025م .
(0)