الدعاء سلاح الإخوان لهزيمة الكيان

المراسل : كتابات

 

موقف التيار السلفي عموما من المجاهدين في قطاع غزة واضح تماما بأنه لا يجوز نصرتهم أو مساندتهم أو حتى الدعاء لهم، ولم نسمع أحدا منهم يدعو يوما على الكيان الصهيوني، وهو موقف الأنظمة العميلة المطبعة التي ترعاهم، وربما لو كان هؤلاء المجاهدون في غزة سلفيين لتغير موقفهم، المشكلة في موقف الإخوان المسلمين الذين تربطهم علاقات تاريخية وثقافية بهؤلاء المجاهدين في غزة، لا نجد تفسيرا لماذا تخلوا عنهم فجأة، مع أنهم اكبر تيار اسلامي في الوطن العربي، ويملكون أمكانيات هائلة، سياسية وعسكرية واقتصادية واعلامية، وهم من قضوا فعلا على حسني مبارك وبشار الاسد والقذافي وغيرهم، أين اختفت هذه الإمكانيات في مواجهة الكيان الصهيوني، وهل حقا لم يعد بأيديهم سوى الدعاء للفصائل الفلسطينية المجاهدة في قطاع غزة كما يدعون، والأخطر من ذلك انهم يعملون على اقناع الشعوب العربية والإسلامية بأنها لا تملك إلا الدعاء، مع ان الدعاء لا يمكن أن يرفع ضرا أو يحقق نصرا إلا إذا كان من يدعو في ميدان العمل والمواجهة، وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم في آيات كثيرة، منها قوله تعالى( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على الكافرين)، وقوله(وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على الكافرين)، بل إن مريم ابنة عمران عليها السلام وهي في اضعف حالة بعد المخاض وعقب ولادة عيسى عليه السلام قال لها الله على لسان عيسى(وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطبا جنيا)، وإبراهيم عليه السلام يطلب من الله الهداية والرزق وقبول الأعمال وهو يبني البيت الحرام(وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك سميع الدعاء واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم…… )، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى تنص كل دساتير العالم في المادة الأولى منها على أن الشعب مصدر السلطات، وان الحاكم ما هو إلا نائب عن الشعب، فكيف نقول ان كافة الشعوب العربية والإسلامية لا تملك إلا الدعاء، وأن للحاكم أن يفعل ما يشاء، لا شك أن جماعة الإخوان المسلمين خاصة قادرون على فعل أشياء كثيرة لمناصرة غزة، لكنهم لا يريدون أن تغضب عليهم امريكا، التي يرون انها باتت من تؤتي الملك من تشاء وتنزعه ممن تشاء، وانها على كل شيء قدير، وهم في أمس حاجة إليها بعد الخسارة التي منيوا بها في اغلب الدول العربية والإسلامية، فحاولوا الجمع بين الوقوف مع غزة بالدعاء، والوقوف مع الكيان الصهيوني عبر قطر وتركيا، وهذا الموقف العجيب ينطبق عليه قول الله (الذين يتربصون بكم فإن لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيمة)، لا شك أن الشعوب العربية والإسلامية تملك اشياء كثيرة للوقوف مع قطاع غزة، وانقاذ سكانها من الموت والمجاعة، ولو أنها اضربت عن العمل وعن الحركة اضرابا شاملا لاسبوع فقط أو أقل من ذلك لهرعت كافة الانظمة العربية والإسلامية لإيقاف العدوان ورفع الحصار عن غزة خلال ساعات، ولتوقف الكيان الصهيوني عن الحصار والابادة فورا، ولتغير المنطق الأمريكي والغربي رأسا على عقب، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، واتقوا فتنة لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة، صدق الله العظيم .

 

بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
أمين عام مجلس الشورى

(0)

الأقسام: آراء