المراسل : متابعات
حذّر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، من الانجرار وراء المخطط الأمريكي الصهيوني لجر البلاد نحو الحرب الداخلية، مؤكداً أن المطلوب أولاً هو إيقاف العدوان الصهيوني على لبنان، وطرد الاحتلال من الأراضي اللبنانية، والإفراج عن الأسرى.
وأكد الشيخ قاسم في خطاب له اليوم، بمناسبة ذكرى أربعين الشهيد اللواء محمد سعيد إيزيدي (الحاج رمضان)، أن “أمريكا أتت بإملاءات لنزع قوة وقدرة لبنان والمقاومة والشعب بالكامل، وهذا لمصلحة إسرائيل”، مشيراً إلى أن “براك اشترط نزع السلاح في 30 يوماً، كما اشترط تفكيك 50% من القدرة في غضون شهر”، كما أكد أن أمريكا تريد تجريد لبنان من قدرته العسكرية المتمثلة في المقاومة، ومنع الجيش من الحصول على سلاح يؤثر في العدو الإسرائيلي.
وقال: “نحن لا نقبل أن نكون عبيداً لأحد، ومن يحدّثنا عن التنازل بحجة منع التمويل نسأله: عن أي تمويل يتحدث؟”، مشيراً إلى أنه إذا سلمنا سلاحنا فلن يتوقف العدوان، وهذا ما يصرّح به المسؤولون الإسرائيليون.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، منوهاً بأن ما يتعلق بلبنان يجب أن يُناقش في لبنان، دون القبول بالإملاءات والضغوط الخارجية، مؤكداً في هذه الجزئية: “لن يحصل حل في لبنان من دون توافق”.
وتطرق الشيخ نعيم قاسم إلى خمس نقاط فيما يتعلق بالوضع السياسي داخل لبنان، متسائلاً عن خارطة الطريق التي يُراد من خلالها بناء لبنان وتثبيت استقراره، معتبراً أنه من أجل بناء لبنان يجب أن يتشارك ويتعاون الجميع في إطار الوحدة الوطنية، وأن يتم وضع الأولويات التي تؤثر وتؤسس في كل الواقع اللبناني، وألا نخضع للوصاية الأجنبية، الأمريكية وغيرها، لأن ذلك يفقدنا إنجازاتنا بحسب كلامه.
وأشار إلى أنه برز تعاون وثيق ومميز بين الدولة اللبنانية والمقاومة أثناء اتفاق وقف إطلاق النار، وكان من أرقى أشكال التعاون، حيث سهّلت المقاومة للدولة كل الإجراءات المطلوبة منها في الاتفاق من دون أن تضطر للتأجيل أو غيره، معتبراً أن هذا نموذج لكيفية تعامل المقاومة مع الدولة عندما يكون هناك تعاون وبناء مشترك.
وبيّن الشيخ نعيم قاسم أنه لا مصلحة للعدو الإسرائيلي في الذهاب إلى عدوان واسع، لأن المقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع، وستسقط صواريخ داخل الكيان، وكل الأمن الذي بنوا عليه لمدة ثمانية أشهر سيسقط في ساعة واحدة.
وطالب الدولة اللبنانية بأن تضع خططاً لمواجهة الضغط وتأمين الحماية، لا أن تجرد المقاومة من قدرتها وتخسر أسباب القوة التي تواجه وتحرر الأرض وتجعل هناك سيادة حقيقية للبنان، منوهاً بأن المقاومة هي جزء من دستور الطائف، وأنه لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، وإنما يتطلب توافقاً مع مقومات المجتمع كافة للتفاهم على القضايا المشتركة.
وفيما يتعلق بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وصف الشيخ نعيم قاسم الشعب الفلسطيني بالعظيم، لافتاً إلى أنه تحمل ما لا يتحمله أي شعب، نتيجة القتل والتجويع والإجرام الأمريكي الإسرائيلي الممنهج والمنظم على غزة، والذي يستهدف قتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت والشوارع في مخطط يهدف إلى قتل الشعب الفلسطيني.
وتناول الشيخ قاسم في خطابه مقتطفات من سيرة الحاج رمضان، مؤكداً أن علاقته كانت ممتازة مع حزب الله ومع شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله، كما كان يعرف كل القادة، وكان له مشاركة في حرب تموز ومعركة أولي الباس، منوهاً بأن الحاج رمضان قدم إلى لبنان بعد يومين من استشهاد السيد حسن ليضع نفسه تحت تصرف حزب الله والمقاومة، حيث كان عاشقاً للحزب وللسيد حسن وللمقاومة.
وبين أن الحاج رمضان تميز بصفات شخصية مهمة، فهو كان متواضعاً وحازماً في الوقت نفسه، وكان كريم النفس، وكان لأبناء الشهداء مكانة خاصة في قلبه واهتماماته، معتبراً أن الصهاينة يفتخرون باغتياله أثناء العدوان الصهيوني على إيران، ويعتبرون ذلك من أهم إنجازاتهم.
وفي الشأن اللبناني، دعا الشيخ نعيم قاسم إلى الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت بعيداً عن التسييس الذي أخر النتيجة إلى هذه الفترة، متمنياً أن تكون هذه المرحلة إنجازاً سريعاً، بعيداً عن الاتهامات والأوامر الخارجية حتى نصل إلى النتيجة الصحيحة ويتم معاقبة مرتكبي هذه الجريمة.
(0)