خطاب السيد القائد.. تشريحٌ للوعي وكشفٌ للخطط الصهيونية الأمريكية ضد الأمة

المراسل: أخبار

 

وضع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- اليوم الخميس، خارطة واضحة لوعي الأمة، كاشفًا حجم الإجرام الصهيوني، وبنية مشروع “إسرائيل الكبرى”، وأسباب الانحدار العربي، وسبل المواجهة التي تحصّن الأمة وتعيد لها شرفها وكرامتها.
وأكد السيد القائد أن العصبة الصهيونية الطاغية بلغت في إجرامها مستوى لم يبلغه أي طاغية في التاريخ الحديث؛ إذ لم تبق شكلًا من أشكال القتل أو الإبادة أو التعذيب إلا ومارسته بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
خطابٌ جاء توصيفًا ناظمًا للواقع، وتشريحًا متقنًا لبنية الحقد الصهيوني، موضحًا أن العدوّ لا يكتفي بالقتل المباشر؛ بل يوظّف كل وسيلة إبادة متاحة: “من نشر الأوبئة، إلى التجويع والتعطيش، إلى التهجير القسري، وصولًا إلى السيطرة الكاملة على من تبقى من أبناء الأمة”.
وربط السيد القائد بين الجرائم اليومية والمخطط الاستراتيجي الأوسع، مؤكدًا أن المشروع الصهيوني الذي يحمل عنوان “تغيير الشرق الأوسط” ليس إلا واجهة لمخطط إقامة ما يسمى (إسرائيل الكبرى) على أنقاض عقيدة الأمة وقيمها ووحدتها وشرفها.
ولفت إلى أن تصريحات المجرم نتنياهو العلنية؛ تمثل إهانة مباشرة لكل الأمة، في ظل صمت رسمي عربي يفضح حالة الخنوع، وغياب أي زعيم عربي يجرؤ على الردّ الحازم بالفعل لا بالإدانة والشجب.
وكأن السيد القائد يقرأ ما بين السطور؛ فالانسياق وراء هذا المشروع في كثيرٍ من الأنظمة بات مكشوفًا، وعـــدَّهُ “ارتداد عن تعاليم الإسلام، ورضوخ لأسوأ عدو عرفته البشرية، وخسارة محققة للدنيا والآخرة”.
وفي قراءةٍ استراتيجية لعمق القرار الصهيوني وخلفياته، أشار السيد القائد إلى أن المعتقدات اليهودية منظومة فكرية تتحول إلى سياسات عملية ومواقف تنفيذية، ما يجعل المواجهة مع الكيان مواجهة فكرية وسياسية وعقائدية في آنٍ واحد، وهذا الوعي يفرض على الأمة تبني موقف قائم على الحرية والشرف والعزة والإيمان والتقوى، باعتبارها عناصر الحصانة الكبرى.
ومخاطبًا للأمة، حمّل السيد القائد الشعوب والنخب وعلماء الدين مسؤولية كبرى، متسائلًا عن سبب التنكر للحقائق التي كشفها القرآن عن العدوّ الإسرائيلي، ليقلب المعادلة التي يروجها الإعلام الموالي للغرب، موضحًا أن المشكلة ليست في سلاح المقاومة؛ بل في سلاح العدوّ الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال والنساء ويدمر البيوت ويحتل الأوطان وينهب الثروات.
وشدّد السيد القائد على ضرورة أن يكون الموقف العام –شعبيًا ورسميًا– موجهًا ضد السلاح الإسرائيلي ومن يمده به، داعيًا إلى صرخة جماعية في وجه الدول التي تزوده بالسلاح؛ لما لذلك من أثر في بعض المجتمعات الغربية، مقدّمًا مثالًا عمليًا بتعليق “ألمانيا” إمدادات السلاح للعدوّ بعد الضجة حول جرائمه في غزة؛ فكم “حجم التأثير الذي كان سيتحقق لو أن التحرك العربي كان كبيرًا ومترابطًا سياسيًا واقتصاديًا”.
وقدّم السيد القائد توصيفًا لاذعًا لحالة الانحدار العربي، معتبرًا أن خضوع العرب للعدوّ “هو أسوأ من عبادة الأصنام الحجرية، لأنه خضوع لعدوٍّ يقتلهم ويمحو كيانهم”، مؤكدًا أن “أي مؤمن أو إنسان حر لا يمكنه قبول هذه العبودية”؛ لما تحمله من إذلال ومسخ للكرامة.
ولفت إلى أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية تحظر رفع شعار “الموت لإسرائيل”، في محاولةٍ لإطفاء جذوة العداء تجاه الكيان المحتل الذي بدأ بالعداء والحقد على الأمة منذ نشأته، ويرى هذا الحظر جزء من عمليةٍ واسعة لتجريد الأمة من السلاح المعنوي والمادي الذي يحميها.
وحذّر السيد القائد من الذين يثيرون الفتن الطائفية والمناطقية، مبينًا أنهم يخدمون المخطط الصهيوني، لأن الهدف النهائي هو صرف الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها العدوّ، وتوجيه الرأي نحو السلاح المقاوم وتجريده من شرعيته؛ فيما الحقيقة أن السياديين الحقيقيين هم من يقفون بوجه المعتدي ويحملون السلاح دفاعًا عن أوطانهم.
ولعل أبرز قراءةٍ لما بين السطور في خطاب السيد القائد اليوم، أنه قام بعملية “إعادة برمجة وعيٍّ” شاملة؛ هدفها إعادة تعريف العدوّ، وتحديد أولويات المواجهة، وكشف أدوات الاختراق الفكري والسياسي التي يُراد بها تدجين الأمة.
وبالنتيجة؛ وضع السيد القائد في رسالته المركزية، معيارًا واضحًا للكرامة والسيادة، مفادها أن “من يرفض العبودية للصهيونية ويصرخ في وجهها ويدعم قوى الجهاد والمقاومة”، هو من يصون دينه ووطنه وإنسانيته.

 

عبدالقوي السباعي

(0)

الأقسام: الاخبار,المراسل العام,اهم الاخبار