المراسل: أخبار
انتقد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- خضوع الحكومة اللبنانية وتبنيها للورقة الأمريكية التي تتضمن إملاءات للعدو الإسرائيلي، واصفاً ذلك بـ”الخيانة للبنان والتفريط بسيادته وإساءة إلى الشعب اللبناني”، ومؤكداً أن هذه المسألة واضحة وعلنية.
وأشار السيد القائد في خطاب له اليوم الخميس حول آخر التطورات والمستجدات في قطاع غزة والمنطقة إلى أن العدو الإسرائيلي يواصل انتهاكاته الجسيمة لاتفاقه مع الدولة اللبنانية دون أي اعتبار للضامنين الدوليين، معتبراً الخروقات الصهيونية في لبنان “عدواناً بكل ما تعنيه الكلمة”.
وقال إن “الشيء الطبيعي جداً والفطري في نطاق المسؤولية أن يكون جهد الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها هو السعي لإيقاف العدوان الإسرائيلي الذي يشكل خطراً على لبنان”، معتبراً أن الورقة الأمريكية ليست في مصلحة لبنان، بل هي خطر عليه وتهدف إلى إثارة الفتنة الداخلية وتحويل دور الحكومة اللبنانية إلى “شرطي للإسرائيلي”، ومؤكداً أن تبني الورقة الأمريكية ليس قراراً لبنانياً حراً ومسؤولاً، بل يجب النظر إليه دائماً على أنه قرار إسرائيلي أمريكي.
كما انتقد السيد القائد الحكومات العربية لضعفها المخزي وسرعة استجابتها للضغوط الأمريكية والصهيونية، مؤكداً أن المصالح الأمريكية شر على الأمة ولا توجد مصالح مشتركة مع الإسرائيلي بل هي خالصة له، موضحاً أن العدو الإسرائيلي يريد تجريد لبنان من السلاح الوحيد الذي يحميه، وأن الجيش اللبناني لن يحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي، وأن أي قرار سياسي رسمي في لبنان بمواجهة العدو الإسرائيلي لن يصدر من الجهات الرسمية، والواقع يثبت ذلك.
وأكد أن مصلحة لبنان تكمن في تجربة المقاومة التي أثبتت نجاحها على مدى 40 عاماً، وأن من الخير للبنان أن تحظى المقاومة بالاحتضان الرسمي والشعبي، لا أن تُحارب من قوى ومكونات موالية للعدو الإسرائيلي.
ووصف التوجهات الرسمية في لبنان بأنها خاضعة للعدو الإسرائيلي ومُلبية لإملاءاته، معتبراً ذلك “شيئاً مخزياً بكل ما تعنيه الكلمة”، ومؤكداً أن العدو الإسرائيلي يسعى لتجريد لبنان من سلاحه الذي يحميه لأنه يريد أن تبقى لبنان مستباحة له ويتخلص من العائق الحقيقي أمامه.
وشدد السيد القائد على أن المشكلة ليست في سلاح المقاومة الذي يحمي لبنان ويدافع عن حريته وشرفه واستقلاله، بل المشكلة على الأمة هي في السلاح الذي بيد العدو الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال والمدنيين ويدمر المنازل وينهب الثروات، داعياً إلى أن يكون الموقف العام على مستوى شعوب الأمة والمستوى الرسمي في بلداننا تجاه السلاح الإسرائيلي وتسليح العدو الإسرائيلي.
كما دعا إلى الصراخ في وجه كل الدول التي تزود العدو الإسرائيلي بالسلاح، مشيراً إلى أن لهذا أثراً لدى بعض الدول الغربية، وأن إعلان بعض الدول، ومنها ألمانيا، تعليق إمداد العدو بالأسلحة جاء مع الضجة القائمة تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتساءل السيد القائد: ماذا لو كان التحرك كبيراً في واقع الأمة رسمياً وشعبياً، ومعه قرارات سياسية واقتصادية، لكان سيشكل ضغطاً على المجتمعات الغربية، مؤكداً أن امتلاك العدو الإسرائيلي للسلاح خطر على المجتمعات البشرية وخطر على الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي.
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية تُظهر حساسية تجاه عبارات التضامن مع لبنان، وتصف من يساند لبنان عسكرياً وسياسياً بـ”التدخل في شؤون اللبنانيين”، وترد بنبرة عالية وصوت جريء.
وفي المقابل، رأى السيد القائد أن الحكومة اللبنانية في حالة خضوع مسيء وذل أمام ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم واعتداءات، معتبراً أن ما يفعله الأمريكي والإسرائيلي في لبنان هو أكثر من مجرد تدخل، بل هو “احتلال وانتهاك وقتل واستباحة تامة للسيادة اللبنانية”.
وأضاف أن بعض المسؤولين في الحكومة اللبنانية يظهرون لؤمهم حتى تجاه حزب الله والمقاومة والشعب اللبناني، واصفاً تبني المنطق الإسرائيلي والخضوع للإملاءات الإسرائيلية، ثم مواجهة مواقف التضامن مع البلد وكأنهم سياديون، بأنه “لؤم”.
وخاطب السيد القائد من يخضعون للإملاءات الإسرائيلية ضد شعوبهم وأحرارهم قائلاً: “أنت لست سيادياً”، وتساءل: “إذا كانت الحكومة اللبنانية بهذا المستوى من الخضوع للأمريكي والإسرائيلي، فكيف ستحمي شعبها وأبناء شعبها من عدو لبنان الحقيقي؟”، مؤكداً أن العدو يسعى لأن يتقبل اللبنانيون المؤامرة لأنها أمريكية ومطلب إسرائيلي، وأنه لا بد من تنفيذها ولا يجوز مخالفتها.
وفي السياق، أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن السعي لتجريد بلداننا وشعوبنا من السلاح الذي يحميها من الخطر الإسرائيلي هو “أحد أركان المخطط الصهيوني الذي يستهدف أمتنا”.
(0)