حزب الله بين خيارين: الدفاع عن لبنان أو تسليمها للذئاب

 

 

عبدالله عبدالعزيز الحمران

لبنان بين الخطر والكرامة

في هذه الأيام الحرجة، يواجه لبنان اختباراً وجودياً. ضغوط داخلية وخارجية تحاصر القرار الوطني، وتُطالب بسحب القوة الوحيدة التي حمت الوطن من أطماع العدو. الحديث عن “تسليم السلاح” ليس مجرد اقتراح سياسي، بل محاولة لتفريغ لبنان من هويته ومناعته. هنا يظهر السؤال المركزي: هل ستستسلم المقاومة للضغط، أم ستختار مسار الكرامة والدفاع عن سيادة لبنان؟

السلاح… هوية المقاومة وبوصلة الكرامة

منذ عقود، ظل سلاح المقاومة هو الحصن الذي حمى لبنان من مشاريع التدمير والاحتلال، وهو الذي أوقف أطماع العدو الصهيوني عند حدوده، وردّ عنه المجازر التي لا تزال ذاكرة الجنوب والشمال تشهد عليها. الحديث اليوم عن “تسليم السلاح” ليس سوى تفريغ للبنان من قوته الوحيدة، وتجريده من آخر ما يملكه من عناصر الردع في وجه العدو.

إذا اشتد الضغط… فالهجوم أفضل من الدفاع

إذا استمر الضغط الداخلي والخارجي على المقاومة لإجبارها على التخلي عن سلاحها، فإن الخيار الأكثر أماناً هو المبادرة لا الانتظار. التقدّم إلى الساحة السياسية بقوة، وإسقاط حكومة التبعية التي ترهن القرار اللبناني لمصالح واشنطن وتل أبيب، هو الخطوة التي قد تقي لبنان من السقوط الكامل. فالتضحية المؤقتة في مواجهة داخلية أقل كلفة من الاستسلام لمشروع العدو، الذي لن يرحم لبنان بعد أن يسلّم أوراق قوته.

السلاح الذي يهدد لبنان حقاً

إذا كان هناك سلاح يشكّل خطراً حقيقياً على لبنان، فهو سلاح الكيان المجرم الذي يقتل اللبنانيين يومياً في السماء والبر والبحر، ويهدد سيادته وموارده بلا توقف. هذا السلاح هو الذي يجب أن يُجرّد منه العدو، لا أن يُجرّد منه اللبناني الحر. والمفارقة أن من يطالبون بسحب سلاح المقاومة، يصمتون عن ترسانة الموت الصهيونية التي تحاصر لبنان.

القرار بيدكم

التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تغفر لمن يفرّط بدمائها وكرامتها. إذا كان على حزب الله أن يختار بين مواجهة سياسية قاسية أو خيانة دماء الشهداء، فالأولى أشرف وأبقى. المستقبل سيكتبه من يملك القرار، لا من ينتظر أن يُملى عليه.

خيار الكرامة أو الانكسار

لبنان أمام مفترق طرق تاريخي، ومسؤولية الحفاظ على إرادته وشعبه تقع على من يمتلك القرار. المقاومة ليست مجرد سلاح، بل هي شهادة على قدرة لبنان على الصمود أمام كل العدوان. خيار الكرامة واضح: الدفاع عن الوطن بكل الوسائل المشروعة، ورفض أي ضغوط لتسليم ما حمى لبنان على مدار عقود. أما خيار الانكسار، فهو تسليم مستقبل لبنان إلى أيدي أعدائه، وتركه فريسة للذئاب.

(0)

الأقسام: آراء,المراسل السياسي