المراسل : متابعات
نافذة العطاء المجتمعي: سلطت نافذة العطاء المجتمعي في قناة المسيرة الضوء على مبادرة أبناء منطقة ملحان بمحافظة المحويت لتوسعة طريق بني الحضني، بطول 2000 متر، في جهد مجتمعي شعبي يعكس صمود الأهالي وإصرارهم على تحسين بنيتهم التحتية، مدعوم جزئيًا من الحكومة والسلطات الرسمية المحلية.
وأوضح رئيس اللجنة المجتمعية، مقبل الخبتي، أن المشروع يُنفذ وفق تعاون بين المجتمع المحلي والسلطات الرسمية، حيث بلغ إجمالي تكلفة المبادرة نحو 20 مليون ريال، ساهمت السلطة المحلية بنسبة 70% من خلال توفير المعدات من الوحدة التنفيذية والدعم اللوجستي، بما في ذلك 2400 لتر من مادة الديزل لتشغيل المعدات، بينما تكفّل المجتمع المحلي ببقية التكلفة وجهود العمل اليدوي المبذول.
وأضاف الخبتي خلال حديثه لبرنامج نافذة العطاء المجتمعي: “بدأنا بشق هذا الطريق بطول 2 كيلومتر، واعتمدنا على الجهد اليدوي للأهالي، حيث قام المواطنون بتفجير الصخور الصعبة وشراء مواد التفجير والبارود والمحروقات، مع العمل جنبًا إلى جنب مع المعدات الهندسية المتوفرة من قيادة المحافظة والوحدة التنفيذية.”
وأشار إلى أن المشروع واجه العديد من التحديات الطبيعية، خاصة بسبب تضاريس المنطقة الصخرية، قائلاً : “كلنا يعلم صعوبة التضاريس في ملحان، والجبال الشديدة الصلابة التي تعيق عملية الشق والتوسعة، لكن إصرار المجتمع المحلي كان هو الدافع الأساسي لإنجاز ما تم حتى الآن، حيث تم شق أكثر من 1700 متر من الطريق، وما تبقى فقط نحو 300 إلى 400 متر ليكتمل المشروع.”
وأكد أن الطريق الجديد يمثل حياة جديدة لسكان المنطقة، إذ سيختصر عشرات الكيلومترات وساعات طويلة من التنقل بين القرى والمديرية والمحافظة، ويتيح وصول الخدمات الأساسية بشكل أسرع، كما يسهل حركة المواطنين ويخفف من معاناتهم اليومية، مؤكدًا: “هذا الطريق يربط بين العزل والقرى النائية بالمديرية، ويعزز التواصل بين أبناء المنطقة ويقرب الخدمات إلى القرى التي عانت لعقود من الحرمان.”
وأشار إلى أهمية دعم السلطات الرسمية لاستكمال المشروع، خاصة فيما يتعلق بتوفير مادة الديزل لاستمرار العمل قائلاً “نحن بحاجة ماسة إلى مادة الديزل لاستكمال العمل، فالمواطنون يواصلون الجهد اليدوي ويضحيون بوقتهم وطاقتهم، وندعو الوحدة المركزية للتدخل بسرعة لتلبية هذه الحاجة، لضمان إنجاز المشروع في أقرب وقت.”
وبين أن المبادرة ليست مجرد مشروع طريق، بل دليل على عزيمة الشعب اليمني وصموده أمام الحرمان، مشيراً إلى أن المجتمع المحلي لم ينتظر الخطط الرسمية، بل بادر بتنفيذ ما استطاع، ليلًا ونهارًا، رغم صعوبة الظروف ووعورة الطرق، ولعبت كل يد واحدة دورها في دعم المشروع، سواء بشراء المعدات أو المساهمة بالعمل اليدوي.
كما أشار إلى الدور البارز للسلطات الرسمية، حيث ساهمت قيادة المحافظة والوحدة التنفيذية في تيسير المعدات والدعم اللوجستي، مردفاً “بفضل هذه الجهود المشتركة، تمكنا من شق أكثر من 1700 متر من الطريق، وما زال أمامنا نحو 300 إلى 400 متر لإتمام المشروع، ونأمل أن يتم توفير الدعم اللازم حتى يتمكن المجتمع من استكمال المسار بالكامل.”
وشدد على أهمية تعزيز التواصل بين السلطات والمجتمع، لتحقيق أهداف التنمية المحلية، بقولة “نتمنى من جميع الجهات المعنية سرعة الاستجابة، ومتابعة المشروع حتى النهاية، ليصبح هذا الطريق نموذجًا يحتذى به في العمل المجتمعي والشراكة بين المواطنين والسلطات الرسمية.”
هذا المشروع واحد من مئات المشاريع المجتمعية في المحافظات الحرة ، ويمثل إنجازًا ملموسًا لأبناء ملحان، ويؤكد على قدرة المجتمع المحلي على المبادرة وتحمل المشاق، مع تعزيز روح التكافل المجتمعي والصمود في مواجهة الظروف القاسية، ليكون الطريق الجديد شريان حياة وربط بين القرى النائية والمناطق الرئيسة في محافظة المحويت.
(0)