النعمي: 21 سبتمبر أنقذت اليمن من مؤامرات التقسيم والاحتراب الداخلي

المراسل : متابعات

 

أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عبدالله النعمي أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر جاءت في لحظة تاريخية فارقة كان اليمن خلالها يقف على حافة الانهيار، وسط مؤامرات دولية وإقليمية خطيرة استهدفت تقسيمه وتفتيته وضرب مقومات سيادته.

وأشار النعمي في مداخلة على قناة المسيرة، إلى أنه لولا هذه الثورة لكان اليمن اليوم أمام مشهد مأساوي متعدد الأبعاد، أولها تنفيذ مشروع تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، وهو المشروع الذي تم التمهيد له عبر مؤتمر الحوار الوطني، والذي –رغم المظاهر الديمقراطية التي رُوّج لها– كان يهدف بالأساس إلى شرعنة مخطط خارجي لتقسيم اليمن إلى كيانات متناحرة يسهل التحكم بها.

وقال النعمي: “من أعظم إنجازات ثورة 21 سبتمبر أنها أفشلت هذا المشروع التقسيمي الخطير، وأغلقت الطريق أمام مؤامرة دولية كانت تستهدف تمزيق اليمن وتحويله إلى ست دويلات”.

وأضاف أن إسقاط هذا المخطط كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وحلفاءهم إلى شن العدوان العسكري على اليمن، بعد أن يئسوا من تمرير مخطط التقسيم عبر الوسائل السياسية الناعمة.

وفي استعراضه للمشهد الداخلي قبل الثورة، أوضح النعمي أن البلاد كانت تتجه سريعًا نحو حرب أهلية شاملة بين القوى السياسية وعلى رأسها حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، حيث شهدت الساحة مواجهات مسلحة في الحصبة وأرحب وإب، وامتدت نذرها إلى مناطق متعددة، وكان الهدف –بحسب النعمي– إدخال اليمن في أتون صراع دموي شبيه بما حدث في سوريا.

ولفت إلى أن تهريب عبدربه منصور هادي إلى عدن لم يكن خطوة عابرة، بل كان جزءًا من مؤامرة معدّة لإشعال حرب شمالية – جنوبية، مع فتح الباب أمام تدفق عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب كما حصل في الساحة السورية، إلا أن ثورة 21 سبتمبر أفشلت هذه المخططات وأسقطت رهانات الخارج على تفجير الداخل.

وتطرق النعمي إلى الوضع الأمني المتردي قبل الثورة، مذكرًا بحوادث التفجيرات في المساجد والأسواق، وسلسلة الاغتيالات التي طالت الضباط والقيادات العسكرية، إضافة إلى انفلات الوضع الأمني إلى درجة أن أربع سيارات “هايلوكس” محملة بالإرهابيين تمكنت من اقتحام وزارة الدفاع –مقر العرضي– وقتل من بداخلها من عسكريين وأطباء وجرحى، واستمرت المعركة هناك سبع ساعات كاملة دون أن تتحرك أي من المعسكرات المحيطة بصنعاء لإنقاذ الوزارة.

ووصف النعمي ذلك بالبرهان القاطع على أن السيادة اليمنية آنذاك كانت منهوبة، وأن القرار الوطني مرتهن للخارج.

ونوّه في هذا السياق إلى حجم التبعية والإهانة التي عانى منها اليمن في العقود الماضية، مستشهدًا بواقعة منع علي عبدالله صالح من المشاركة في قمة قطر عام 2006، حين أجبرته السعودية على العودة من مطار صنعاء، وهو ما كشف –بحسب النعمي– أن القرار السيادي كان بيد الخارج لا الداخل، وأن اليمن كان مباحًا ومستباحًا من قبل السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا، بينما كانت الممرات المائية وباب المندب والبحر الأحمر بلا أي حماية وطنية حقيقية.

وفي خضم حديثه عن الإرادة الشعبية، أكد النعمي أن خروج الجماهير اليمنية بالملايين في مختلف الساحات منذ 2014 وحتى اليوم يمثل أصدق استفتاء شعبي على شرعية الثورة، وأن هذه الحشود تخرج طوعًا لا كرهًا، معبّرة عن قناعتها الراسخة بخياراتها، وهو ما لا تستطيع أي قوة في العالم أن تصطنعه أو تفرضه بالقوة.

وقال في هذا الصدد: “لو كان بوسع المرتزقة إخراج الجماهير كما يزعمون، فليُخرجوا عشر معشار ما نراه كل أسبوع في صنعاء”.

وشدد النعمي على أن ثورة 21 سبتمبر ستظل هدفًا دائمًا لمؤامرات الأعداء في الداخل والخارج، ولن يسمحوا لها أن تمر مرور الكرام، إلا أن الشعب اليمني أثبت قدرته على الصمود والثبات ومواصلة تحقيق أهدافه، مهما كانت التحديات، ومهما تصاعدت المؤامرات.

وختم النعمي حديثه للمسيرة، بالتأكيد على أن الثورة جسدت لحظة استعادة اليمن لقراره الوطني، وأنها ستبقى مشروعًا سياديًا تحرريًا، يرفض الوصاية الخارجية، ويصون وحدة البلاد وأمنها، ويحافظ على كرامة الشعب وهويته الإيمانية والحضارية.

(0)

الأقسام: الاخبار,المراسل العام,اهم الاخبار