لمن يتساءل ما لذي يحصل في اليمن؟؟ وكيف استطاع اليمن رغم كل الظروف التي يعانيها أن يكسر شوكة الأمريكي ويجعل ترامب يعترف بلسانه وأمام الملأ أنه وجد قوما يقاتلون بشراسة ويتصدون لأقسى الضربات ؟؟ويعترف أنهم مقاتلون أشداء ويضيف بأنه يحترمهم في تصريح جعل الجميع ينصّدم ويتبّلد والأغلب يعجزون عن التفسير عن سبب تغُير لهجة ترامب الحادة والشديدة تجاه اليمنيين فقط في أقل من شهرين وجعله يحوّل تصريحاته الى تصريحات فيها من الاحترام لهم والاعتراف بشجاعتهم وبلهجة معسولة واختفت اللهجة الحادة التي كان فيها نوعا من الاستكبار أي تغيرت تصريحاته 180 درجة ؟
كبريات الصحف العالمية والإسلامية تناولت ما حدث من اتفاق مفاجئ بين أمريكا واليمن عبر سلطنة عمان ؟ وكل صحيفة تكتب تحليل مختلف والجميع في حالة ذهول وصدمة؟
حتى المواقع الصينية خرجت لتكتب تقارير وتحاليل عن شجاعة وقوة اليمنيين في مواجهة الغطرسة الأمريكية التي جاءت لتعلن أنها ستحمي سفن إسرائيل في باب المندب وخرجت بإتفاق يحمي سفنها هي من الهجمات اليمنية دون التطرق لمصير السفن الإسرائيلية ؟
موقف أخلاقي لم يشهد له التاريخ مثيل الجميع بات يعرف مطلب اليمنيين ولماذا يمنعون مرور السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالإسرائيلية من المرور؟
فكم مرة يصرحون في اعلامهم وفي بيانات المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية وفي خطابات قائد الثورة سماحة السيد عبد الملك الحوثي وفي خطابات الرئيس المشاط وأغلب القيادات اليمنية
المطلب فقط إيقاف العدوان على غزة وفك الحصار الاقتصادي عليها ؟؟ فهل هذا الطلب مستحيل ؟ ومن الأسهل على أمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهما أن يعسكروا البحر الأحمر ويعتدوا على اليمن ويقتلوا اليمنيين ويوسعوا رقعة الحرب أم أن إيقاف العدوان على غزة هو الأسهل ؟؟
تم قتل اليمنيين وتدمير كل البنى الاقتصادية لليمن …تم استهداف أعيان مدنية ومنشئات حيوية تدمير المصانع والمطارات واستهداف الموانئ بكل وحشية وفي جرائم خارجة عن نطاق الإنسانية وكل هذا محاولة لثني اليمن عن موقفها المساند لفلسطين وجعلها تتراجع وتتخاذل ويتم تخويفها بالتهديد بالحصار والجوع وغير ذلك من أهداف خبيثة غرضها تحميل الدولة والقيادة مسؤولية الجرائم اللاأخلاقية والوحشية التي ترتكبها أمريكا في عهد المعتوه ترامب الذي طالما وصف بايدن بالضعف ؟؟ فمالذي جعل هذا المعتوه يطلب هو من سلطنة عمان الشقيقة أن تتوسط لهم بالخروج بماء الوجه من مآزق اليمن الذي كلّف أمريكا الكثير من سمعتها وهيبتها وانتهت اسطورة حاملات الطائرات الأمريكية التي كانوا يخوفون العالم بها والدول المنافسة لهم .. في اليمن فقط خمس حاملات طائرات تم استبدالهن أي ما يعادل ثلث اسطول الجيش الأمريكي !! تغادر الأولى ايزنهاور ثم تأتي الثانية روزفيلت ثم تغادر روزفيلت لتأتي ابراهام لينكن وبعدها تغادر لينكن لتأتي حاملة الطائرات ترومان ..!! فمن تواجه أمريكا في البحار حتى تستخدم كل هذا العدد من حاملات الطائرات مع القطع البحرية الحربية التابعة لكل حاملة ؟
هل تواجه أمريكا دولة عظمى تعادل قوتها في الإعداد الحربي ؟ هل تواجه دولة هي ند لها أمام العالم؟؟ لحظة
إنها تواجه فقط من أسمتهم جماعة إرهابية أو ميليشيا صغيرة غير محبوبة في الداخل اليمني كما كان ترامب يزعم أيام ما كان ريشه منفوش عندما كان يهدد أنه سيبيد من أسماهم الحوثيين بلا هوادة وبلا رحمة ؟؟
ما أحكيه هنا ليس قصصا تشويقية للأطفال أو أساطير من نسج الخيال ..! أبدا إنها الحقيقة التي حصلت وسندرسها للأجيال القادمة وليس فقط نحن من سندرسها بل تحدث مواقع أجنبية ومنها صينية أن التجربة اليمنية فريدة من نوعها ويجب أن تدرس في الكليات العسكرية للاستفادة من هذه التجربة التي انتصر فيها اليمنيين على كل الظروف وأدهشوا العالم ببراعة القتال والتكتيك التي أبدوها واستمروا بها حتى هزموا أعتى الأساطيل وأسقطوا فخر الصناعة الأمريكية من طائرات التجسس إم كيو ناين التي بلغ عدد الطائرات الساقطة في الأجواء اليمنية ما يقارب 22 طائرة الى تاريخ كتابة هذا المقال وبصواريخ يمنية محلية الصنع !!
أليس هناك سراً في الموضوع ؟؟ أليس الموضوع مثير للجدل ؟؟ ألا يستحق تناوله بتفصيل أكثر وتحليل أعمق ؟
خرج مئات من صانّعي المحتويات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضا يحاولون تفسير ما حدث ويشيدون بالموقف اليمني ويتغنّون به ويجعلون الحديث عن اليمن أصبح هو من يجذب المشاهدين ويجعل صانعي المحتوى يحصدون مئات الالاف إن لم يكن ملايين المشاهدات عندما يتطّرقون للشأن اليمني وقد ربط أغلبهم أحداث اليمن بأحداث غزة
وصف أبوعبيدة متحدث كتائب القسام لليمنيين بإخوان الصدق في عدة خطابات عالمية هذا بحد ذاته يحتاج لشرح عميق ويجب أن يقف الجميع عنده ..إخوان الصدق أي من صدقوا أقوالهم بأفعالهم وليسوا إخوان كذب ودجل ونفاق انكشفت مواقفهم الحقيقية في غزة … غزة المدينة الفاضحة كما وصفها الشهيد السنوار سلام الله عليه
كل اعلام من يسموا أنفسهم الإخوان المسلمين بات من ابواق الصهاينة يهاجموا فقط جبهات الاسناد الواقفة مع غزة ويشككون فيها ..!! لم يعد لهم هدف غير مهاجمة حزب الله وانصار الله وايران ..وينتجون البرامج الساخرة ويبذلون جهودا كبيرة ليس لكشف جرائم اليهود في فلسطين بل لمهاجمة جبهات الاسناد لغزة
هكذا هم إخوان الكذب والنفاق حتى أنهم أصدروا فتاويهم لجماهيرهم المُسيّرة بأن من يقاطع البضائع الأمريكية والصهيونية دون موافقة ولي الأمر فهو آثم
وفتاوى تُحمل حركة حماس مسؤولية ما يحصل من جرائم يومية في غزة ضد المدنيين
وفتاوى تُحرم الجهاد في سبيل الله وتفضل أن يظل المسلم خانعا ذليلا متفرجا ينتظر دوره …
الخلاصة أننا نعيش في دوامات من نفاق وكذب فئة كبيرة ممن يسمون أنفسهم اخوان مسلمين وهم بعيدين كل البعد عن الإسلام وما حزب الإصلاح اليمني وهو فرع الإخوان في اليمن إلا مثال حيّ وواقعي جسّد أسوء الأمثلة في الانحطاط والخيانة والهوان وهم يصفقّون للأمريكي وهو يضرب بلدهم اليمن العزيز الجريح الذي قدم نفسه فداء لغزة ورفض أن يكون من الصامتين الخانعين
بينما دول الخليج تهدي ترامب ملايين الدولارات من أموال المسلمين وبينما يتسابقون من يرضي ترامب أكثر ومن سينال رضاه هاهو يمن الايمان يهدي كيان العدو الصهيوني صواريخ فرط صوتية الى مطار اللد ما يسمى مطار بن غورين ليعلن استمرار الحظر الجوي على كيان العدو الصهيوني الى جانب الحظر البحري حتى يتم إيقاف العدوان على غزة ..
الكيان الصهيوني صعّد من جرائمه في فلسطين أثناء زيارة ترامب للمنطقة وتقرب له بمئات من الشهداء يوميا تتناثر جثثهم أمام مرأى ومسمع من كل العالم وكأنها عربون هديته لأمريكا الشيطان الأكبر
أمريكا جلست على طاولة الحوار مرغمة مع اليمن خوفا على مصالحها واعترافا منها بفشلها أمام الضربات اليمنية التي يؤيدها الله ويسددها لأنها لم تأت أشرا ولا بطرا ولكنها جاءت استجابة لواجب الإنساني والأخلاقي والديني تجاه كبر مظلومية في العالم وهي مظلومية الشعب الفلسطيني الذي أصبحت قضيته قضية عالمية يتضامن معها كل من يملك مشاعر إنسانية بغض النظر عن دينه ومذهبه وجنسيته الأهم أنه انسان يملك مشاعر إنسانية
وكذلك أمريكا لا تزال تفاوض الجمهورية الإسلامية بشأن برنامجها النووي لأنها تخاف من أن تملك دولة إسلامية برنامجا نوويا أمريكا لا تفاوض سوى القوي الذي تعتبره ندا لها وهي كما أسلفنا لا تفاوض الضعيف بل تستحقره وتسخر منه كما تفعل مع دول الخليج التي يظل يسخر منها مهما قدمت له من تنازلات وكلما قدمت تنازلات كلما زاد احتقار واستخفاف الأمريكي بها حتى يخرج الصهيوني ايدي كوهين ليقول أنه يشفق على حكام الخليج بسبب الحلب الأمريكي الكبير لها
المختصر أن ما يحدث اليوم من بطولات يمنية هو خارق للعادة وكاسر للمعتاد والسبب هو العقيدة والمنهج القرآني الذي لا يقف في وجهه عائق مهما كانت التحديات والايمان المطلق بأن الله لن يخذل من تحرك وجاهد في سبيله لاقامة العدل ونصرة المستضعفين واعلاء كلمة الله الذي وعد قائلا ( إن تنصروا الله ينصركم )
(7)