العمليات الـ”غزّاوية” تحصد 23 صهيونياً في صبيحة الانتصار الإيراني.. مؤشرات لانكسار صهيوني شامل

 

المراسل : متابعات

 

يبدو أن هزيمة كيان العدو الصهيوني أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قد جعلت خسائره تتجاوز الاقتصاد والأمن والإنفاق الحربي و(التكتل البشري) المتآكل والاصطفاف السياسي الداخلي المهترئ، إلى التراجع الميداني وتكبّد الخسائر الفادحة في قطاع غزة.

 

عمليات خاطفة ونوعية لحركات الجهاد والمقاومة الفلسطينية، منذ صباح الانتصار الإيراني، تنوعت بين الكمائن النارية والناسفة واصطياد الآليات والدبابات، ما أسفر عن سقوط العديد من جنود العدو بين صريع وجريح، اعترف بعشرة منهم في حادث “كمين”، ووصفه بالصعب جداً، و13 آخرين في بقية العمليات.

وفي الصباح، نفذت كتائب القسام وسرايا القدس عمليةً مشتركةً طالت قوةً صهيونيةً راجلة، أطلق المجاهدون خلالها الأعيرة النارية على جنود العدو من مسافةٍ قريبة، ما أرداهم بين قتيلٍ وجريحٍ، قبل أن يفرّ البعض منهم، لكن فرارهم يعني لجوءهم إلى المصحات النفسية، في حين أثبتت الأحداث السابقة المماثلة أن من شاهدوا ويل المجاهدين يتعرضون لأزمات نفسية تبعدهم عن العودة مرةً أخرى لممارسة الإجرام في القطاع.

“وفي السياق، أعلنت سرايا القدس أنها نفذت “استحكاماً مدفعياً على تجمعات جنود العدو داخل محاضن الآليات في منطقة السطر الغربي شمال خان يونس”، مؤكدةً أنها رصدت “سقوط قذائف هاون وسط جنود العدو في محاضن الآليات، ما استدعى تحرك الآليات والمروحيات لإخلاء القتلى والجرحى”، والتي بدورها لم تسلم من نيران المجاهدين.”

وَبهذه العملية الخاطفة، والكمين المحكم، اضطرَّ إعلام العدو الصهيوني للاعتراف بما أسماه “الحادث الأمني الصعب جداً”، والإفصاح عن سقوط 10 قتلى وجرحى، مع العلم أنه يتعمد التزييف للتغطية على الخسائر الفعلية في صفوفه، خصوصاً وأن التجمع كان يضم عددًا من الآليات المليئة بالجنود، فضلاً عن القوة المسعفة التي انضمت لكمين آخر.

وسائل الإعلام العبرية بيّنت أنه تم إبلاغ عائلات الجنود العشرة المستهدَفين في الكمين، مبينةً أن “قوةً من الجيش وقعت في كمين مسلح، وقوة الإنقاذ وقعت في كمين آخر”، ما يؤكد أن حجم الخسائر البشرية كان كبيراً، وقد أظهرته عمليات الإجلاء والإسعاف بالمروحيات، لكن الإسعافات الصهيونية هذه المرة لم تعد كما السابق، فمستشفى “سوروكا” العسكري المخصص لمعالجة جرحى العدو قد بات مدمراً بالكامل بعد استهدافه من قبل القوات المسلحة الإيرانية، فيما أوضح إعلام العدو أن الإسعافات تمت في مستشفى “تل هشومير”.

كما أن تكرار الكمين ذاته بحق قوات العدو المسعفة يؤكد أن عناصر القوة المستهدفة في الكمين الأول سقطوا بالكامل بين قتيل وجريح، وذلك من خلال بقاء المجاهدين في مواقعهم لاستهداف المسعفين، والذين تم تجريدهم جميعاً من أي فرصة للحماية والقتال، قبل أن تهرع المروحيات وآليات الإسعاف واحدةً تلو الأخرى، ويعود الأبطال إلى العرين.

ومن شمال خان يونس إلى وسطها، حيث تمكن مجاهدو سرايا القدس من تدمير آلية عسكرية صهيونية بعبوة برميلية شديدة الانفجار، لتتعزز مظاهر القوة والنشوة في صفوف المجاهدين، على حساب التراجع والانكسار في صفوف الصهاينة المعتدين.

وبالتزامن مع هذا النزيف على مستوى العدة والعتاد والجنود، تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام من الإجهاز على قوة صهيونية وإيقاع عناصرها بين صريع وجريح.

كتائب القسّام ذكرت في بيان مقتضب، مساء الثلاثاء، أن مجاهديها “تمكّنوا من تنفيذ كمين مركّب استهدف قوة صهيونية تحصنت داخل منزل جنوب خان يونس بقذيفتي “الياسين 105” و”RBG”، مضيفةً: “أوقعنا قتلى وجرحى من جنود العدو، واستهدفنا المبنى بالأسلحة الرشاشة”.

 

وفي عملية منفصلة، أعلنت القسّام أنها دمرت دبابة “ميركافا” بعبوة “شواظ” وقذيفة “الياسين 105” في منطقة جنوب مدينة خان يونس.

نوعية العمليات المنفذة تظهر تشتت العدو وعدم قدرته على تحقيق التماسك، لتتأكد للجميع أن تأثير الخسارة الأخيرة في الجبهة الإيرانية، انعكس بشكل مباشر في أداء الجيش الصهيوني المتوغل والمعتدي في غزة، في مقابل المعنويات العالية التي أظهرها المجاهدون، خصوصاً وأن العمليات المنفذة صاحبتها مشاهد مصورة تم توزيعها بعد ساعات قليلة من تنفيذها، وهذا بحد ذاته يؤكد حجم الضياع الصهيوني وفقدان السيطرة والتركيز على المجريات الميدانية، أمام مرونة عالية لتحركات أبطال القسام والسرايا وقدرتهم على التنسيق والتخطيط والتنفيذ والعودة دون أية عوائق.

المواكبة الصهيونية كانت حاضرةً فقط في سرد أعداد الجنود القتلى والجرحى، حيث اعترف إعلام العدو أن العمليات التي استهدفت قواته في غزة، أسفرت عن مصرع 7 جنود وإصابة 16 على الأقل، بينهم حالات حرجة، ما يعني أن تعدادهم ضمن جيش الاحتلال بات مستبعداً؛ ليتواصل النزيف العسكري البشري، المصحوب بأزمة تجنيد وعزوف عن مواصلة القتال، فضلاً عن تزايد توقيعات جنود وضباط العدو الداعية لوقف العدوان.

وبهــذا الحصاد، تتضاعف خسائر العــدو التي تعاظمت بشكل كبير منذ بداية يونيو الجاري، حيث اعترف الإعلام الصهيوني خلال الأيام الماضية بمصرع وجرح أكثر من 50 جندياً وضابطاً منذ مطلع الشهر الجاري، منهم 25 قتيلاً ومصاباً في الـ7 من يونيو، والذي وصفه المجرم نتنياهو بـ”اليوم الحزين والصعب جداً”، وذلك بعد أن تعرضت قواته لكمائن محكمة في مناطق متفرقة من القطاع.

 

(0)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي