المراسل: أخبار
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن اليمن مستمرة في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً إلى فاعلية جبهة الإسناد اليمنية وأهمية التحرك العربي والإسلامي الحقيقي، في وقت تواجه فيه الأمة مخاطر ما يسمى “مشروع إسرائيل الكبرى” والمخططات الأمريكية الإسرائيلية.
وفي لقاء خاص مع قناة المسيرة الفضائية، أشار الحوثي إلى أن القوات المسلحة اليمنية “تؤكد باستمرار أن الإسناد سيتواصل حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن قطاع غزة”، مضيفاً أن “جبهة الإسناد اليمنية أثبتت فاعليتها بشكل كبير رغم المسافة الكبيرة”.
وجدد التحذير من مخاطر السكوت والتفرّج، مقدماً النصح للسعودية والإمارات بعدم التورط في أي معركة تخدم الأعداء، مؤكداً أن اليمن سيقاتل بكل ضراوة كل من يسعى لثني موقفه الديني والإنساني والأخلاقي.
جبهتنا الفاعلة مستمرة وستتصاعد:
كما أكد أن “الجبهة اليمنية فاعلة من الحصار المطبق على العدو الصهيوني في البحر ومواجهة السفن التي تخرق الحظر”، وأن “إسناد اليمن الكبير أرغم الأعداء لإنشاء تحالف لمواجهته وفشلوا بفضل الله تعالى”.
وبيّن أنه “لو لم يكن الإسناد اليمني فاعلاً لما وجدنا أي ردة فعل عليه وسيبقى في إطار المسكوت عنه”، متبعاً: “تأثير الإسناد اليمني حقيقي وواضح، والعدو لا يزال يتحدث عن جبهة اليمن بقلق”.
ونوّه إلى أننا “نقدم لقطاع غزة ما في وسعنا، ومن لديه موقف أكبر فليتفضل”.
ولفت إلى أن “مكاسب اليمن من جبهة الإسناد لقطاع غزة هي رضوان الله تعالى من خلال التحرك وفق المسؤولية الدينية”، مضيفاً: “نقول للآخرين، ماذا نفعكم السكوت، هل سيتوقف المخطط اليهودي ضمن مشروع ‘إسرائيل الكبرى’؟”
وأشار إلى أن “تقديم تريليونات الدولارات لترامب والتطبيع مع العدو الإسرائيلي لم يؤدِ إلى نتيجة”، وأن “ترامب تحرك من أجل الكيان الإسرائيلي بعد أن وصلت سمعته إلى الحضيض”.
الموقف العربي والإسلامي.. غياب التحرك وتأثيره:
انتقد الحوثي صمت بعض الأنظمة العربية والإسلامية، قائلاً: “يوجد خيارات أخرى بيد الدول العربية والإسلامية غير التحرك العسكري، ومنها إغلاق سفارات العدو وقطع كل أشكال العلاقات السياسية والاقتصادية”.
وأشار إلى أن “التحرك السياسي والاقتصادي من الدول العربية والإسلامية كان سيترك أثره وفاعليته في إسناد الشعب الفلسطيني”، مضيفاً أن “الدول العربية والإسلامية لا تتحرك وإنما تدعو الآخرين في المجتمع الدولي للتحرك إلى جانب الشعب الفلسطيني”.
وتطرق الحوثي إلى أن “الدول العربية التي تشتري السلاح من أمريكا لا تستطيع تحريكه بخلاف المصلحة الأمريكية”، وأن “الدول العربية تملك الكثير من الأوراق المؤثرة، وكان بإمكانها أن توقف جزءا من النفط وأن تسحب أموالها من البنوك الأجنبية التي تدعم الكيان الغاصب”.
وقال: “بعض الدول العربية منعت حتى المظاهرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “محاولة حشد قوة عسكرية من دول عربية وإسلامية وغيرها إلى قطاع غزة مشروع قديم يهدف إلى حماية الكيان الإسرائيلي”.
وأكد أنه “لا بد من تحرك عملي عربي إسلامي وهذا ما دعا إليه قادة حماس خلال طوفان الأقصى”، مذكّراً أن “الشعب الفلسطيني كان يتعرض للإبادة والحصار والاعتقالات وتدمير المنازل قبل طوفان الأقصى، وهذا ما يجري في الضفة الغربية”.
وحمل الحوثي الأنظمة العربية “مسؤولية القيام بأدوارهم ومواجهة العدو الإسرائيلي الذي يسعى للتحرك داخل بلدانها”، متسائلاً: “العدو الإسرائيلي لا يتوقف عن مخططه التوسعي، فلماذا تتوقف الأنظمة العربية والإسلامية عن مواجهة ذلك؟”
الحلول وعواقب التفرّج.. الاستباحة ستطال كل متخاذل:
وفي خضم اللقاء، أكد عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أن “الدبلوماسية لم تقدم حلولاً لأمتنا، ولم ترفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ولم تحرر الأسرى”، وأن “لولا طوفان الأقصى لبقي كل الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية”.
وبين أن “الدبلوماسية لم تستطع إيقاف الاعتداءات المتواصلة في الضفة الغربية من قتل وتدمير وتهجير”، وأن “الرأي العام العالمي لم يتغير لصالح القضية الفلسطينية إلا بفضل التحرك في طوفان الأقصى وجبهات الإسناد”.
وأضاف: “عدم وجود ردة فعل عربية وإسلامية إزاء مشروع ‘إسرائيل الكبرى’ يعكس غياب اليقظة والمبادرة تجاه المخاطر”، وأن “الأعداء يهدفون إلى استباحة دول المنطقة ونهب ثرواتها، وهذه الدول تنظر إليهم كأصدقاء”.
وأكد أن “على دول المنطقة أن تدرك أنه لا يمكن الرهان على الحماية الأمريكية، والأمريكان أول من يبيع أصدقاءهم”، وأن “الأمريكي يعلن بأن حليفه الوحيد في المنطقة هو العدو الإسرائيلي”.
وشدد على أن “الأمريكي ينظر إلى الدول التي دفعت تريليونات الدولارات بأنها قدمت له ما هو واجب عليها”، وأن “ترامب كان يقول إن على الدول الخليجية أن تدفع الأموال مقابل الحماية، فلماذا تنصل عن حماية قطر إزاء العدوان الإسرائيلي؟”
ومضى قائلاً: “التحرك هو من سيحمي شعوب المنطقة في إطار التوحد مع أبناء جلدتهم”، وأن “لا نستبعد أي قصف إسرائيلي على السعودية لأنها ضمن مخطط ‘إسرائيل الكبرى'”.
وأكد أن “إمكانات الإخوة في المقاومة الفلسطينية محدودة، وكان يجب أن تقدم لهم الأموال التي حصل عليها ترامب”، مضيفاً: “قادة المقاومة الفلسطينية مجاهدون أحرار تحركوا بطوفان الأقصى ولا يمكن لمثلهم أن يسكت أمام الجرائم والمظلومية”.
وأوضح أن “طوفان الأقصى ومساندته تحرك في الاتجاه الصحيح وليس مغامرة، والمغامرة تكمن في السكوت والانتظار حتى يُداس الناس بالأقدام الأمريكية الإسرائيلية
(0)