المراسل: أخبار
شارك آلاف المواطنين اليوم، في إحياء عيد جمعة رجب في رحاب جامع الجند التاريخي بمحافظة تعز، ذكرى دخول أهل اليمن في الإسلام، وتأسيس جامع الجند التاريخي في السنة الثامنة للهجرة.
حيث توافدت جموع المواطنين من مختلف المحافظات يتقدمهم قيادات السلطة المحلية في تعز وإب، إلى جامع الجند لإحياء هذه المناسبة الدينية التي تحتل مكانة عظيمة في قلوب اليمنيين.
وتطرق عضو رابطة علماء اليمن العلامة طاهر الهدار، في خطبتي الجمعة إلى ما حملته رسالة الإسلام الأولى إلى أرض اليمن على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضوان الله عليه، من القيم والمبادئ السامية.
وأشار إلى المعاني التاريخية والإيمانية للجمعة الأولى من شهر رجب الحرام، باعتبارها اليوم الذي دخل فيه اليمنيون في دين الله أفواجاً طواعية واختياراً، في مشهد فريد لا مثيل له في تاريخ الشعوب.
وأكد أن الشعب اليمني يحق له أن يفرح ويفتخر بكونه الشعب الوحيد الذي استجاب للدعوة الإسلامية دون إكراه أو إغراء، منقاداً للهدى والحكمة، ومستجيباً لنداء الفطرة والإيمان منذ اللحظة الأولى.
وأشار العلامة الهدار إلى أن إسلام اليمنيين لم يكن حدثا عابراً، بل محطة مفصلية أضافت قوة نوعية للدعوة الإسلامية، وغيرت موازين القوى لصالح الإسلام، حتى كان إسلامهم بمثابة فتح مبين ونصر عظيم.
وذكر عضو رابطة علماء اليمن أن حب الإمام علي عنوان للإيمان وبغضه علامة على النفاق، وأن هوية اليمنيين ورايتهم وشعارهم معنونة بالإيمان، وهو الوسام الذي توجهم به رسول الله صلى الله – عليه وعلى آله وسلم، ومصدر عزتهم في الدنيا والآخرة.
وحذر من سعي أعداء الأمة لفصل المسلمين عن إيمانهم عبر الحرب الناعمة ووسائل الإعلام ونشر الإلحاد والانحراف.. معتبرا الإساءة المتكررة للقرآن الكريم في أمريكا والغرب حرباً شاملة تستهدف مقدسات الأمة ومشاعر ملياري مسلم، وتكشف زيف شعارات الحرية وازدواجية المعايير، في مقابل منح الكيان الصهيوني حصانة وقداسة زائفة.
وأشاد العلامة الهدار، بموقف القيادة الثورية والشعب اليمني في الخروج الواسع نصرة للقرآن والقضايا العادلة، تجسيداً للهوية الإيمانية وصوابية الموقف المناهض للعدو الأمريكي والإسرائيلي، ومنبها إلى خطورة الصمت المريب في بقية الأمة، لا سيما من بعض الأنظمة والدول العربية والعلماء والمؤسسات الدينية.
وشدد على أن الواجب يقتضي التمسك بالقرآن الكريم، وتعزيز الوعي بثقافته، ومواصلة المقاطعة الاقتصادية، ورفع شعار البراءة من أعداء الأمة، والاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة.. مؤكدا أن نصرة القرآن مسؤولية دينية وتاريخية لا تقبل التخاذل أو المساومة.
ولفت إلى أهمية استلهام دلالات جمعة رجب التي تمثل ركيزة أساسية لتعزيز الوعي الإيماني، وتجديد الارتباط بالثوابت الدينية والوطنية، بما يسهم في بناء حاضر الأمة وصون مستقبلها على أساس من الإيمان والعزة والكرامة والاستقلال.
وكان جامع الجند التاريخي احتضن مساء أمس، أمسية ثقافية وخطابية نظمها مكتب الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد ووحدة العلماء والمتعلمين بالمحافظة بمناسبة عيد جمعة رجب.
وأشاروا إلى أن رسالة معاذ بن جبل أحيت في وجدان الأمة روح العزة الإيمانية والمسؤولية الرسالية، ورسخت معاني الثبات والتضحية في مواجهة طغيان الكفر والنفاق والاستكبار العالمي، معبرة عن العمق الإيماني المتجذر في الشخصية اليمنية، التي استجابت للإسلام عن قناعة ويقين، لا عن إكراه أو تبعية.
وأوضحوا أن إحياء عيد الأعياد جمعة رجب يجسد تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية الأصيلة، ويؤكد رفضه لكل المحاولات الخارجية الرامية إلى طمس هويته وتشويه تاريخه.. منوهين بالدور التاريخي والحضاري لليمنيين في نصرة الإسلام، وحمل القيم الإيمانية، والصمود في وجه التحديات الراهنة بثبات ووعي ومسؤولية
(0)




