المراسل السياسي
تحليل: ناصر قنديل
ما شاهده وعايشه المستوطنون خلال أربعة أيام كشف هشاشة الكيان والكذبة الكبيرة عن مقومات الصمود فيه، ففي ساعات تهاوت الصورة التي رسمها قادة الكيان عن بنيتهم التحتية.
أول ما سقط بعيون المستوطنين هو الدعاية التي قالت لهم عن حصانة أمنهم من الصواريخ بفضل قبة حديدية محصنة بعدة مستويات وعدة شبكات صاروخية إسرائيلية وأميركية ومعها طائرات ومدمرات أميركية، وبالرغم من الاختبارات السابقة التي كشفت نقاط ضعف الدفاعات الجوية الاسرائيلية، جاءت هذه الحرب تقول إن “إسرائيل” مكشوفة وإن لا شيء يستطيع التعامل مع الصواريخ الإيرانية المحدّثة والفرط صوتية، التي وصلت جميعها إلى أهدافها، وقادة الكيان يتباهون بإسقاط ما ترسله إيران من صواريخ وطائرات مسيّرة كي يسقط ويشاغل الدفاعات الجوية لتمكين ما أرسل ليصل من الوصول.
ما شاهده وعايشه المستوطنون كان قدرة تدميرية مرعبة وهم يرون أحياء قد دمرت بالكامل وأبنية تتساقط وأخرى متهالكة توشك على السقوط، وقد علق كثيرون منهم رغم أن الدمار طال بعض المدن والأحياء وعشرات المباني، فأقاموا المقارنة بين ما رأوه وما يقوم به جيشهم في مدن ومخيمات قطاع غزة، فقال بعضهم هذه جباليا وليست بتاح تكفا أو ريشيون ليتسيون ولا بيت يام ولا رمات غان، وقال آخرون إن إيران تطبق علينا عقيدة الضاحية التي اخترعناها.
شاهد المستوطنون شيئاً آخر هو هشاشة بنية الخدمات الأساسية، فقد انقطعت الكهرباء في مناطق من حيفا، وانقطع توزيع المحروقات من مصفاتها، ولم تستطع جهات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ الوصول في وقت مناسب ولا القيام بما يلزم عندما بدا أن الضربات غير المسبوقة قد تسببت ببقاء العشرات عالقين تحت الركام.
تحولت الملاجئ الى قبور جماعية عندما نجح صاروخ إيراني باختراق أحد الملاجئ وطرحت السؤال عن جدوى الذهاب إلى الملاجئ، ولم يتردد رؤساء وحدات سكنية بدعوة المستوطنين الى الذهاب نحو المناطق المفتوحة والشوارع البعيدة عن المباني في حال القصف فذلك أضمن من الذهاب إلى الملاجئ.
ما نشرته صحيفة هارتس عن خطوط نقل بحرية منتظمة بدأت بين موانئ حيفا وعسقلان واشدود وقبرص بواسطة يخوت صغيرة، كانت بدايتها لبعض المسافرين العالقين، سرعان ما تحوّلت إلى رحلات مكثفة ومكلفة للهاربين من الحرب وربما إلى غير رجعة، يكشف هول ما شاهده وعايشه المستوطنون في حرب لا تزال أهوالها في البداية.
(0)