باحث يمني: ثورة الإمام زيد نموذج حي يتجدد في اليمن دعمًا لفلسطين ومظلومية الأمة

 

 

 

أكد رئيس مركز شهارة للدراسات الاستراتيجية، الدكتور والباحث حمود عبد الله الأهنومي، أن الشعب اليمني بطبيعته الإيمانية والتاريخية والجهادية وجد في الإمام زيد عليه السلام، كما في الإمام الحسين، وجدهما الإمام علي ورسول الله صلوات الله عليه وآله، النموذج الذي يُحتذى به في مواجهة الظلم والانتصار للمستضعفين، مشددًا على أن هذا الارتباط ليس ارتباطًا رمزيًا أو شعاراتيًا، بل هو إحياء عملي وحقيقي يترجمه الشعب اليمني في مواقفه اليومية، خصوصًا في دعمه وإسناده الصادق للقضية الفلسطينية.

 

 

وأوضح الدكتور الأهنومي في حديثه لقناة “المسيرة” أمس الأحد، أن خروج الشعب اليمني المستمر، بهذه الكيفية الجماهيرية الواسعة، إنما يُعد من بركات هذا الإحياء المتجذر في الهوية اليمنية منذ مئات السنين، مشيرًا إلى أن هذه الحالة الثورية المجاهدة التي يعيشها اليمن اليوم تُجسد بصدق إرث الإمام زيد وثورته، التي وصفها بثورة كل الأمة، لا طائفة أو مذهب.

 

وأضاف أن ثورة الإمام زيد، التي اندلعت في التاريخ الإسلامي عام 122 هـ، سُميت بثورة العلماء، لأن نخبة علماء الأمة في ذلك العصر ناصروها وآمنوا بمبادئها، ومن أبرزهم الإمام أبو حنيفة النعمان الذي لبّى دعوته، إلى جانب آخرين مثل سلمة بن كهيل ويزيد بن أبي زياد وغيرهم من كبار علماء المسلمين، الذين لم تجمعهم بالإمام زيد رابطة مذهبية، لكنهم رأوا في ثورته مشروعًا إنسانيًا جامعًا ينحاز للمحرومين وينتصر للمظلومين ويعالج قضايا الأمة الكبرى.

 

 

 

 

وشدد على أن الإمام زيد شكّل في ذلك الزمن صوتًا استجاب لحاجة المجتمع الإسلامي بكل مكوناته، وتخطى الحواجز المذهبية والطائفية، حتى إن معظم الطوائف الإسلامية وجدت في حركته الثورية ملاذًا فكريًا وأخلاقيًا يعبّر عن توق الأمة لحكم عادل ومشروع نهضوي يرسخ لقيم الإسلام الحقيقية.

 

وفي سياق متصل، لفت إلى أن استلهام الدروس من سيرة الإمام زيد لا يزال مستمرًا في واقع الشعب اليمني، خاصة في موقفه الثابت إلى جانب فلسطين، معتبراً أن هذا الانحياز الواعي للمظلومية الفلسطينية نابع من مدرسة الإمام زيد التي تنحاز دومًا للمستضعفين والمضطهدين، وتؤسس لنهج مقاوم عابر للطوائف والانتماءات.

 

وخلص الأهنومي حديثه بالتأكيد على أن الإمام زيد كان ولا يزال “قبلة الأحرار” في كل زمان، وأن مشروعه يمثل امتدادًا حيًّا لرسالة الإمام الحسين ونهج رسول الله، وأن اليمنيين يجددون هذا الارتباط كل عام، لا بالمظاهر، بل بالمواقف التي تتجلى اليوم في تصدرهم لخندق المقاومة ودعمهم الثابت والراسخ لقضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

(2)

الأقسام: الاخبار,المراسل العام,اهم الاخبار